منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

كارلوس غصن يشكك في قدرة نيسان على تعيين رئيس تنفيذي أجنبي

عبّر كارلوس غصن، الرئيس التنفيذي السابق لتحالف رينو-نيسان-ميتسوبيشي، عن شكوكه العميقة حول إمكانية قيام شركة نيسان بتعيين رئيس تنفيذي جديد من خارج اليابان.

وجاءت تصريحات غصن تعقيبًا على التكهنات المتزايدة بشأن بحث نيسان عن قيادة جديدة في ظل التحديات الاقتصادية والتنظيمية التي تواجهها الشركة، جاء ذلك في مقابلة حصرية حول مستقبل شركة نيسان.

وفي سياق إجابته على سؤال حول ما إذا كان تعيين رئيس تنفيذي من خارج اليابان أمرًا ممكنًا لنيسان، استهل غصن كلامه بتساؤل استنكاري: “بعد تجربتي مع نيسان، هل يمكن برأيكم تعيين رئيس تنفيذي جديد من خارج اليابان؟” ثم أضاف بلهجة تعكس مرارة تجربته السابقة: “والله، يجب أن يكون المرء شجاعًا جدًا ليذهب ويستقر في اليابان في هذا المنصب.”

كارلوس غصن يشكك في قدرة نيسان على تعيين رئيس تنفيذي أجنبي: "بعد تجربتي، من سيكون شجاعاً بما يكفي؟"
كارلوس غصن يشكك في قدرة نيسان على تعيين رئيس تنفيذي أجنبي: “بعد تجربتي، من سيكون شجاعاً بما يكفي؟”

صعوبة تولي منصب قيادي في نيسان

استرسل غصن في حديثه ليؤكد أن تجربته الشخصية في نيسان. والتي انتهت بإطاحته واعتقاله في اليابان بتهم يرى أنها ذات دوافع سياسية. قد خلقت مناخًا من التردد والخوف لدى القيادات التنفيذية العالمية الراغبة في تولي مناصب رفيعة في الشركة اليابانية.

ونقل غصن عن أشخاص وصفهم بـ “المطلعين” تواصلوا معه بعد خروجه من نيسان. أنهم أكدوا له أن “لا أحد يجرؤ على تولي وظيفة في اليابان بعد ما حدث لي.”

كما أوضح أن المسؤولين التنفيذيين المحتملين يشعرون بالقلق من “اللعبة التي تم تنفيذها ضدي للتخلص مني بدلًا من اتباع الإجراءات القانونية.”

 

تكتيكات غير قانونية 

في إشارة إلى تفاصيل إطاحته به من منصبه، اتهم غصن إدارة نيسان آنذاك باللجوء إلى “تكتيكات غير قانونية” للتخلص منه، بدلًا من اتباع المسار القانوني المعتاد في الشركات المساهمة. وذكر أن نيسان “بدلًا من أن تقول أن لدينا مشكلة، ودعونا نصوت “على إقالتي”، ذهبوا وأعدوا ديباجة مع المدعين العموميين اليابانيين، وقدموا رواية مختلفة تمامًا -لتبرير الإطاحة بي-“.

 

ويعتبر غصن أن هذه الطريقة التي تعاملت بها نيسان معه، والتي يصفها بأنها “غير قانونية” و “ملتوية”. قد أرسلت رسالة سلبية إلى أي مسؤول تنفيذي أجنبي يفكر في تولي منصب قيادي في شركة يابانية كبرى مثل نيسان.

 

في ختام تصريحاته، وجه كارلوس غصن نصيحة مبطنة لأي مسؤول تنفيذي أجنبي قد يُعرض عليه منصب الرئيس التنفيذي لشركة نيسان مستقبلًا. وقال: “أي شخص أجنبي يأتي إلى اليابان -لتولي منصب كهذا- يجب أن يكون دارساً للموضوع بشكل معمق. أو أن يستشير خبراء قانونيين قبل قبول هذا المنصب.”

 

كما تحمل هذه النصيحة في طياتها تحذيرًا ضمنيًا من المخاطر المحتملة التي قد يواجهها أي قيادي أجنبي. يتولى إدارة شركة يابانية كبرى، خاصة في ظل ما يعتبره غصن “غياب الشفافية والالتزام بالقانون” في طريقة تعامل نيسان معه.

 

مستقبل قيادة نيسان في مهب الريح

تأتي تصريحات كارلوس غصن في وقت حساس بالنسبة لشركة نيسان. التي لا تزال تبحث عن رئيس تنفيذي جديد لقيادتها في مرحلة ما بعد غصن. وتثير شكوك غصن تساؤلات جدية حول مدى جاذبية منصب قيادة نيسان للكفاءات التنفيذية العالمية. خاصة من خارج اليابان، في ظل المخاوف التي أثارتها تجربة غصن المريرة.

 

ومن المؤكد أن هذه التصريحات تزيد من الضغوط على مجلس إدارة نيسان في بحثه عن خليفة مناسب لغصن. وقد تجعل مهمة إقناع قيادي أجنبي كفء لتولي هذا المنصب أكثر صعوبة وتعقيدًا.

تعكس تصريحات كارلوس غصن الأخيرة استمرار تداعيات قضية إطاحته من نيسان. على سمعة الشركة وقدرتها على جذب القيادات العالمية. وفي ظل هذه الشكوك والتحديات، يظل مستقبل قيادة نيسان ومسارها نحو التعافي والنمو في مهب الريح. في انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة من تطورات وقرارات حاسمة.

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.