تغير المناخ من منظور الاقتصاد

إنَّ تغير المناخ من المواضيع الهامة ذات الأثر الكبير في الوقت الحالي؛ إذ يترتب عليه تأثيرات سلبية على الإنسان؛ من احتباس حراري وغيره، علاوة على تأثيره السيئ على الاقتصاد الجزئي والكلي.

هيئة الربط الكهربائي بمجلس التعاون الخليجي تعقد منتدى تغير المناخ وأمن الطاقة

تغير المناخ

وتتضح العلاقة بين المناخ والاقتصاد من تأثر الأخير سلبيًا؛ فتغير المناخ يؤدي إلى الاحتباس الحراري وغيره؛ ما يؤثر على السوق من حيث البيع والشراء؛ فتغير المناخ يؤدي إلى زيادة أو انخفاض درجات الحرارة، وتآكل الشواطئ، وذوبان الجليد؛ ما يتطلب اتخاذ إجراءات احترازية، ووضع خطة طوارئ لمواجهة المشكلة، وزيادة المساحات الخضراء، واستخدام الطاقة المتجددة، وترشيد استخدام الطاقة المؤثرة على البيئة.

وباتخاذ هذه الإجراءات،يحدث نمو اقتصادي للفرد والمجتمع، وزيادة في الناتج المحلي الإجمالي؛ ما يترتب عليه حياة أفضل.

كذلك، يجب تسعير الكربون، وإنهاء دعم الوقود الأحفوري، وبناء المدن المرنة منخفضة الانبعاثات الكربونية، وزيادة كفاءة استخدام الطاقة، واستخدام الطاقة المتجددة، وتطبيق ممارسات الزراعة المراعية للمناخ، والتوسع في الغابات.

وإذا لم تسارع الدول باتخاذ هذه الخطوات لتلافيتداعيات تغيّر المناخ؛فقد ترتفع درجات الحرارة العالمية بأكثر من 3 درجات مئوية؛ ما يدفع الاقتصاد العالمي إلى انكماش نسبته 18% خلال الثلاثين عامًا القادمة؛ الأمر الذي يبرز أهمية تسريع التحوّل للطاقة النظيفة، وتقليل الانبعاثات الكربونية، ليس لتقليله من تداعيات تغيّر المناخ فحسب؛ بل لقدرته على دفع نمو الاقتصاد العالمي بنسبة 2.4% أكثر من المتوقع للخطط الحالية خلال العقد المقبل؛ وذلك بحسب تقرير “آفاق تحولات الطاقة”، الصادر عام2021 عن الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا).

ووفقًا لدراسة نُشرت عام 2017 بمجلة ساينس (Science)،يؤدي الاحتباس الحراري إلى خفض النمو الاقتصادي الأمريكي بنسبة 1%، أو 200 مليار دولار، ما يتطلب حل مشكلة تغير المناخ عن طريق الإحصاءات الدقيقة لتغيرات المناخ ومدى تأثيرها على الاقتصاد؛ ومن ثم وضع الخطط المناسبة لحل هذه المشكلة.

دكتور إيهاب إسماعيل

أستاذ مساعد إحصاء ومحاضر اقتصاد بالجامعة الإسلامية مينيسوتا بأمريكا