تغريدة لرئيس الأرجنتين تدفع عملة رقمية إلى خسائر بـ 4.4 مليار دولار في ساعات

تسبب دعم رئيس الأرجنتين خافيير ميلي لعملة مشفرة جديدة تدعى “ليبرا” في ارتفاع صاروخي لقيمتها السوقية، قبل أن تنهار بشكل دراماتيكي وتفقد معظم قيمتها في غضون ساعات قليلة، مسببة خسائر فادحة للمستثمرين.

رئيس الأرجنتين يدعم “ليبرا” بهدف دعم الاقتصاد
في وقت متأخر من أمس الأول الجمعة فاجأ الرئيس الأرجنتيني الأوساط الاقتصادية ومنصات التواصل الاجتماعي بتغريدة عبر حسابه الرسمي، أعلن فيها دعمه لعملة “ليبرا” المشفرة. وذكر “ميلي”؛ في منشوره -الذي حذفه لاحقًا تحت وطأة الانتقادات- أن “مشروع ليبرا يهدف إلى دفع نمو الاقتصاد الأرجنتيني عبر تمويل المشروعات الصغيرة والشركات الناشئة”. مضيفًا بعبارة مقتضبة: “العالم يريد الاستثمار في الأرجنتين”.
قفزة صاروخية ثم انهيار مدوٍّ في غضون ساعات
ولم يتأخر دعم الرئيس الأرجنتيني؛ إذ تدفق مئات المستثمرين لشراء العملة المشفرة الوليدة؛ ما أدى إلى ارتفاع سعرها بشكل جنوني ليبلغ 4.5 دولار للوحدة الواحدة. وبلغت القيمة السوقية لعملة “ليبرا” ذروتها عند 4.5 مليار دولار. إلا أن هذا الارتفاع الصاروخي لم يدم طويلًا، ففي غضون 5 ساعات فقط، ونتيجة لعمليات بيع واسعة النطاق من قبل المستثمرين الذين جنوا أرباحًا سريعة، انهار سعر عملة “ليبرا” بنحو 89%، ليتراجع إلى مستوى 0.5 دولار فقط. ونتيجة لهذا الانهيار المدوي تبخرت 4.4 مليار دولار من القيمة السوقية للعملة الرقمية خلال ساعات قليلة، متسببة بخسائر جسيمة للمستثمرين الذين دخلوا السوق في وقت متأخر.
غموض يحيط بمشروع “ليبرا” وموقعه الإلكتروني
بحسب المعلومات المتاحة على موقع مشروع “فيفا لا ليبرات”، الذي أطلق العملة المشفرة. فإن الهدف المعلن للمبادرة هو “تعزيز الاقتصاد الأرجنتيني من خلال تمويل المشاريع الصغيرة والشركات المحلية”. إلا أن العديد من علامات الاستفهام أثيرت حول مصداقية المشروع. خاصة أن الموقع الإلكتروني الخاص به تم إنشاؤه قبل ساعات فقط من إطلاق العملة المشفرة. كما تم تسجيل النطاق الخاص بالموقع لمدة عام واحد فقط. في حين يفتقر الموقع إلى معلومات عامة عن مالكه أو الجهة التي تقف خلفه. ما زاد من الشكوك والتساؤلات حول طبيعة المشروع وأهدافه الحقيقية.
اعتذار رئيس الأرجنتين ومحاولة التنصل من الدعم
في أعقاب الانهيار الكبير لسعر عملة “ليبرا” والانتقادات الحادة التي وجهت إليه بسبب ترويجه لعملة مشفرة غير معروفة. سارع الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى الاعتذار عن دعمه المتسرع. وقال، في منشور جديد عبر حسابه على موقع “إكس” (تويتر سابقًا): “قبل ساعات قليلة نشرت منشورًا. كما فعلت مرات عديدة لدعم مشروع خاص مفترض لا علاقة لي به على الإطلاق”. وأضاف: “لم أكن على علم بتفاصيل المشروع. وبعد أن علمت بها قررت عدم الاستمرار في دعمه، ولهذا السبب حذفت المنشور السابق“.
التعليقات مغلقة.