ترامب يتوقع انكماشًا مؤقتًا ويبشر بـ”أعظم اقتصاد” في التاريخ

أقرّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإمكانية حدوث انكماش اقتصادي في المدى القريب، مشددًا على أن السياسات الحالية ستؤدي لاحقاً إلى ازدهار كبير.
وأكد ترامب أن ما تمر به البلاد حاليًا يعد “مرحلة انتقالية” ضرورية لتحقيق فورة اقتصادية تاريخية في المستقبل.
انكماش مؤقت ولكن
وقال ترامب، في مقابلة مع شبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية، إن الوضع الحالي لا يثير القلق الكبير، رغم صعوبة المرحلة الأولى. وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة قد تواجه انكماشاً، لكنه شدد على ثقته بقدرة الاقتصاد على التعافي القوي.
وسجل الناتج المحلي الإجمالي تراجعًا بنسبة 0.3% في الفصل الأول من 2025، مع بداية ولايته الثانية في البيت الأبيض. وجاء هذا التراجع مع اضطراب الأسواق المالية وتأثرها المباشر بالقرارات الاقتصادية والسياسات التجارية الأخيرة.

اضطراب الأسواق
وشهدت الأسواق الأمريكية تذبذبًا كبيرًا منذ عودة ترامب إلى الرئاسة في يناير الماضي؛ بسبب قرارات جمركية مشددة. حيث فرض ترامب رسوماً جمركية شاملة على كل الواردات بنسبة 10% كحد أدنى، و25% على فئات مختارة من السلع الأجنبية.
كما استثنى ترامب الصين من تعليق الرسوم، ففرض عليها تعرفة جمركية وصلت إلى 145% ضمن حرب اقتصادية مفتوحة. كما علق الرسوم على الدول الأخرى لمدة 90 يومًا، في محاولة لتخفيف التوترات التجارية مؤقتًا.
وأثارت هذه القرارات مخاوف كبرى لدى المستثمرين من ركود عالمي بسبب تراجع حركة التجارة الدولية. كما يرى محللون أن النهج الحمائي قد يُسهم في تهدئة بعض قطاعات الصناعة المحلية، لكنه يضر بمجالات استيرادية رئيسية.
مواقف دولية
بدوره، اعتبر رئيس وزراء ماليزيا السابق مهاتير محمد أن سياسات ترامب التجارية تستهدف إضعاف الصين تحديدًا. وقال لصحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست” إن الولايات المتحدة تستخدم الرسوم الجمركية كأداة لكبح نمو بكين.
وأكد الزعيم الماليزي المخضرم أن السوق الصينية قادرة على تجاوز التباطؤ بفضل قدراتها التكنولوجية الهائلة. وأوضح أن السوق الصينية تفوق الأوروبية والأميركية مجتمعة، مما يجعلها عصية على العرقلة الدائمة.
وعبّر مهاتير عن موقف بلاده الحيادي، مشددًا على رغبة ماليزيا في الحفاظ على علاقات تجارية مفتوحة مع الجميع. وجاء تصريحه بعد فرض ترامب رسوماً بنسبة 24% على صادرات ماليزية، قبل تعليقها مؤقتاً لمدة 90 يوماً.

رؤية مستقبلية
وقال ترامب إن ما يبشر به ليس مجرد تعافٍ اقتصادي، بل “أعظم انتعاش اقتصادي في تاريخ الولايات المتحدة”. كما يعتقد أن سياسات الرسوم تحفز الصناعة الوطنية وتعيد التوازن للعجز التجاري المزمن.
وفي حين يرى مؤيدو ترامب أن هذه السياسة ستحقق نهضة في الوظائف والإنتاج المحلي على المدى المتوسط. في المقابل، يحذر معارضوه من أن فرض الرسوم قد يؤدي إلى تضخم مرتفع وتراجع ثقة المستهلك.
وتتجه الأنظار إلى الاحتياطي الفيدرالي وتوقعاته بشأن أسعار الفائدة ومدى قدرته على دعم التوازن النقدي. حيث تشير مؤشرات الأسواق إلى قلق حقيقي من فقدان التوازن بين النمو المحلي والانفتاح التجاري الدولي.