انهيار الأسواق الآسيوية.. كوريا الجنوبية في قلب العاصفة
شهدت أسواق الأسهم في آسيا، وعلى رأسها كوريا الجنوبية، هزة عنيفة خلال اليومين الماضيين؛ إذ سجلت مؤشرات الأسهم الرئيسية انخفاضات حادة غير مسبوقة.
ويأتي هذا الانهيار المفاجئ وسط مخاوف متزايدة من تباطؤ الاقتصاد العالمي، وارتفاع معدلات التضخم، وتشديد السياسات النقدية في العديد من الدول.
كوريا الجنوبية: الضحية الأولى
وتعرضت كوريا الجنوبية لضربة قوية، حيث شهد مؤشر كوسبي، وهو المؤشر الرئيسي للأسهم الكورية الجنوبية، انخفاضًا حادًا تجاوز 5.9% خلال جلسة التداول الصباحية.
هذا الانخفاض القياسي دفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات استثنائية بتعليق التداول مؤقتًا، وهي خطوة لم تشهدها الأسواق الكورية منذ سنوات.
وتزامن هذا الانهيار مع انخفاضات حادة في أسهم شركات صناعة الرقائق الإلكترونية العملاقة سامسونغ وإس كيه هاينكس، اللتين تعتبران من أهم ركائز الاقتصاد الكوري.
أسباب الانهيار
وهناك العديد من العوامل متداخلة ساهمت في هذا الانهيار المفاجئ لأسهم كوريا الجنوبية، من بينها: “مخاوف من الركود الاقتصادي العالمي”؛ إذ أظهرت البيانات الاقتصادية الأخيرة في الولايات المتحدة تزايد المخاوف من دخول الاقتصاد الأمريكي في ركود؛ ما أثار قلق المستثمرين حول توقعات النمو الاقتصادي العالمي.
في حين تتوقع الأسواق أن يستمر البنك الاحتياطي الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم؛ ما قد يؤدي إلى زيادة تكلفة الاقتراض وتقليل الاستثمار، وبالتالي التأثير سلباً على النمو الاقتصادي.
بينما تزيد التوترات الجيوسياسية في مختلف مناطق العالم من حالة عدم اليقين في الأسواق، مما يدفع المستثمرين إلى التحوط ضد المخاطر عن طريق بيع الأصول عالية المخاطر مثل الأسهم.
في الوقت الذي شهد فيه قطاع صناعة الرقائق الإلكترونية، وهو أحد أهم القطاعات في كوريا الجنوبية. تباطؤاً في الطلب، مما أثر سلباً على أداء شركات التكنولوجيا الكبرى.
وعلى الرغم من التقدم المحرز في مكافحة الجائحة، إلا أن آثارها لا تزال مستمرة. حيث تؤثر سلاسل الإمداد المتقطعة وارتفاع تكاليف النقل على العديد من الصناعات.
تأثير الانهيار على الاقتصاد الكوري
لهذا الانهيار المفاجئ في أسواق كوريا الجنوبية تداعيات واسعة النطاق على الاقتصاد الكوري. بينما يؤدي هذا الانهيار إلى تراجع ثقة المستثمرين الأجانب والمحليين في الاقتصاد الكوري، مما قد يقلل من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر.
كما يتسبب تراجع الأسهم إلى تراجع قيمة الوون الكوري، مما يزيد من تكلفة الواردات ويؤثر سلباً على التضخم. ومن الممكن أن يؤدي الانخفاض الحاد في الأسهم إلى تباطؤ النمو الاقتصادي الكوري، خاصة في القطاعات الصناعية والخدمية. علاوة على تأثير تباطؤ النمو الاقتصادي على زيادة معدلات البطالة، خاصة في القطاعات المتضررة من الركود.
جهود الحكومة لتهدئة الأسواق
حاولت الحكومة الكورية الجنوبية تهدئة معنويات المستثمرين من خلال إصدار عدة تعليقات. بينما تعهد وزير المالية بالتعامل مع تقلبات السوق المتزايدة وفقاً لخطة الطوارئ. كما اتخذت البنك المركزي الكوري إجراءات لدعم السيولة في السوق.
في حين يشير هذا الانهيار المفاجئ في الأسواق الكورية الجنوبية إلى أن المخاطر الاقتصادية العالمية لا تزال قائمة. وأن المستثمرين يظلون حذرين بشأن التوقعات الاقتصادية.
ومن المتوقع أن تستمر التقلبات في الأسواق العالمية في الفترة المقبلة؛ ما يتطلب من المستثمرين اتخاذ قرارات استثمارية مدروسة بعناية.
التعليقات مغلقة.