الولايات المتحدة تستثمر 500 مليون دولار في مشروع “اللقاحات الشاملة”

أفادت تقارير صحفية صادرة اليوم الخميس، بأن الولايات المتحدة قررت استثمار 500 مليون دولار بمشروع “اللقاحات الشاملة”. مستهدفة فيروسات متعددة في آن معًا.
وأوضحت صحيفة “وول ستريت جورنال”، أن المشروع يعتمد على تقنية الفيروس الكامل المعطل كيميائيًا. المشابهة لتقنية تصنيع لقاحات الإنفلونزا.
وطبّقت وزارة الصحة الأمريكية هذا النهج ضمن خطة عرفت بـ”المعيار الذهبي للجيل” لتعزيز الجاهزية الصحية.
تحول في التمويل الفيدرالي
وحوّلت الحكومة الأمريكية، بحسب المصدر ذاته تركيزها من تمويل لقاحات كوفيد-19 نحو تطوير لقاحات ضد فيروسات متعددة.
وتشمل الخطة أبحاثًا لإنتاج لقاحات شاملة للإنفلونزا وفيروس كورونا وفق معايير تجريبية دقيقة. كما تسعى الحكومة إلى تعزيز الأمن البيولوجي وتقليل المخاطر المستقبلية من خلال هذه التكنولوجيا المتقدمة.
موقف وزارة الصحة
وأعلنت وزارة الصحة أن المشروع يعكس رؤية استراتيجية لتطوير لقاحات أكثر فعالية وشمولاً للأوبئة المستقبلية. كما أشارت إلى التوسع في استخدام الفيروسات الكاملة المعطلة لصنع لقاحات أكثر قدرة على مقاومة التحورات.
وأوضحت “الصحة الأمريكية” أن اللقاحات ستخضع لتجارب سريرية وهمية للتحقق من فعاليتها وسلامتها وفق القانون الاتحادي.
مواقف متباينة من اللقاحات
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن وزير الصحة روبرت إف كينيدي (الابن) أمر بتجارب وهمية لكل لقاح جديد.
ويشتهر كينيدي بمواقفه المتشككة تجاه اللقاحات وبقيادته لحملات قانونية ضد التطعيمات الإلزامية. كما أسّس كينيدي منظمة “الدفاع عن صحة الأطفال” التي تعارض بعض برامج التلقيح الأمريكية، بحسب رويترز.

جائحة كورونا وتطور مجال اللقاحات
وشكّلت جائحة كوفيد-19 (كورونا)، في السنوات الأخيرة، حافزاً عالمياً لتسريع البحث والتطوير في مجال اللقاحات المتعددة الأهداف.
ودفعت مخاطر تفشي فيروسات جديدة أو تحوّر الفيروسات القائمة الحكومات إلى إعادة النظر في استراتيجيات الأمن البيولوجي.
وقررت الولايات المتحدة الاستثمار في تطوير لقاحات قادرة على التصدي لمجموعة من السلالات الفيروسية في آن واحد. كما تسعى إلى تجنب فترات الشلل الصحي والاقتصادي التي خلفتها الأوبئة السابقة.
وفي هذا السياق، يهدف مشروع “اللقاحات الشاملة” إلى تجاوز نماذج التطعيم التقليدية نحو خيارات أكثر شمولًا واستدامة. كما تمكن من التكيف مع طفرات الفيروسات بسرعة أكبر.
ويأتي المشروع أيضاً وسط تباين سياسي ومجتمعي حول سياسات التطعيم، خاصة مع بروز شخصيات بارزة مثل روبرت كينيدي الابن. حيث يعرف بانتقاداته للقاحات، مما يزيد من حدة النقاشات حول المستقبل الصحي والسياسات العامة في الولايات المتحدة.