عرضت الهند تخفيض الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة من 13 بالمئة إلى أقل من 4 بالمئة مقابل إعفاءات جمركية؛ أي مقدار الثلثين.
وسعت نيودلهي لتأمين استثناء من الرسوم الأمريكية الحالية والمحتملة عبر اتفاق شامل يضمن مزايا تجارية متبادلة ومستدامة للطرفين.
وأكد مصدران مطلعان أن العرض الهندي يمثل تحركًا كبيرًا نحو إزالة الحواجز التجارية بين أكبر ديمقراطيتين في العالم، حسب “رويترز”.
خطوة نحو تحرير التجارة
ويعني العرض الهندي بتخفيض الرسوم تقليص متوسط الفارق الجمركي بين البلدين بمقدار تسع نقاط مئوية غير مرجحة بحسب حجم التجارة الثنائية.
ويعد مثل هذا التخفيض أحد أكبر التحولات في تاريخ إصلاح الحواجز التجارية داخل خامس أكبر اقتصاد عالمي في الناتج المحلي.
كما تعد الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول للهند بتبادل تجاري بلغ 129 مليار دولار وفائض لصالح الهند يبلغ 45.7 مليار.
اتفاق أمريكي بريطاني جزئي
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ أمس الخميس، أول اختراق تجاري مع بريطانيا يتضمن خفض رسوم بريطانية على سلع أمريكية محددة.
وأبقى الاتفاق الأمريكي البريطاني على رسوم أمريكية أساسية بنسبة 10 بالمئة؛ ما يجعله نموذجًا محتملًا لاتفاقات مستقبلية.
وشملت تلك السياسة التجميد المؤقت لمدة 90 يومًا للرسوم المخطط فرضها على عدة شركاء تجاريين. من بينهم الهند واليابان.
تنازلات هندية إضافية
وعرضت الهند إعفاءً جمركيًا كاملًا على 60% من البنود خلال المرحلة الأولى من المفاوضات الجارية مع واشنطن رسميًا.
كما منحت وصولًا تفضيليًا لنحو 90% من السلع الأمريكية بما يشمل تخفيضات جمركية مؤثرة في منتجات مختلفة.
ورفضت المصادر الإفصاح عن المطالب الهندية المقابلة لكنها أكدت أنها لم تُكشف رسميًا حتى الآن عبر أي إعلان مشترك.
تعجيل التفاهمات الثنائية
ويتوقع أن تزور بعثة هندية رفيعة واشنطن خلال هذا الشهر لإحراز تقدم ملموس في الملف التجاري بين الطرفين المتفاوضين.
وأوضح مسؤول أن بيوش جويال؛وزير التجارة الهندي، قد يشارك بالمفاوضات لكن حضوره لم يُحسم حتى اللحظة الحالية رسميًا.
وأصر المسؤولون الأربعة الذين تحدثوا لرويترز على إخفاء هوياتهم بسبب حساسية المحادثات ومراحلها الحرجة والحاسمة.
مطالب بالوصول التفضيلي
وطالبت الهند بالحصول على دخول تفضيلي للأسواق الأمريكية في قطاعات تشمل: المجوهرات والمنسوجات والجلود والروبيان والكيماويات والفاكهة.
وقال مسؤول هندي إن الحصول على أفضلية مقارنة بباقي الشركاء الأمريكيين في بعض السلع سيمنح الهند ميزة تصديرية ملموسة.
وطلبت الهند أيضًا تنازلات تمنحها الأفضلية في تزويد واشنطن بما يسمى “السلع ذات الأولوية” وفقًا للوثائق الداخلية المسربة.
فتح قطاعات حساسة
كما عرضت الهند تخفيف القيود على صادرات أمريكية تضم: السيارات الفاخرة والطائرات والمعدات الطبية والتقنيات الإلكترونية الدقيقة.
وشملت التسهيلات الهندية تصدير مواد كيماوية وأعلافًا حيوانية. بالإضافة إلى منتجات زراعية عالية القيمة، مثل: التوت والبرقوق.
وطالبت بالمقابل بمعاملة مماثلة لحلفاء واشنطن كبريطانيا وأستراليا في قطاعات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحيوية.
