المملكة الأولى عالميًا في نسبة الأراضي الزراعية.. تعرف على ملامح إستراتيجية تنمية القطاع

أحتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى عالمياً في نسبة الأراضي الزراعية من مساحة الدولة، حيث بلغت النسبة 80.8%، متقدمة على دول مثل جنوب أفريقيا وبنجلاديش ونيجيريا ومنغوليا.
قد يعجبك.. المملكة تبهر العالم بتجربتها في الزراعة العضوية خلال معرض بايوفاخ
وتعد الإحصائية إنجازًا هامًا يعكس الجهود المكثفة التي تبذلها المملكة لتنمية القطاع الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي، في ظل رؤية 2030
الزراعة ركيزة أساسية للأمن الغذائي
وتعتبر الزراعة في المملكة العربية السعودية أحد القطاعات الحيوية في اقتصادها الوطني، وتلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الأمن الغذائي. وتضطلع المملكة بمسؤوليتها تجاه الحفاظ على مواردها المائية، خاصةً وأن الزراعة تمتص نسبة كبيرة من هذه الموارد. ومن هنا، أعتمدت المملكة في ظل رؤية 2030 على استراتيجيات جدبدة لتنمية الزراعية لتحقيق الأمن الغذائي.
وتعاونت المملكة مع الجهات المعنية لتطوير سياسات زراعية تساهم في الاستهلاك الأمثل للمياه في القطاع الزراعي، ودعمت الأبحاث المتعلقة بنقل التقنيات الزراعية التنافسية الصديقة للبيئة وتوطينها وتطويرها لخدمة التنمية الزراعية المستدامة.
كما تعمل على دعم الاقتصاد الزراعي السعودي لتوفير مصادر غذائية متنوعة، من خلال تحسين إنتاج العلف والمحاصيل بجودة عالية واستهلاك محدود للمياه عن طريق تقنيات الزراعة المائية والزراعة النسيجية، وتطوير سلالات محسّنة واستخدام تقنيات وراثية.
مبادرات المملكة لتنمية القطاع الزراعي
قامت المملكة العربية السعودية بإطلاق أكثر من 80 مبادرة في سبيل تطوير سياسات زراعية تساهم في الاستهلاك الأمثل للمياه في القطاع الزراعي. كما دعمت الأبحاث المتعلقة بنقل التقنيات الزراعيّة التنافسية الصديقة للبيئة الموجهة وتوطينها وتطويرها لخدمة التنمية الزراعية المستدامة. ودعم الاقتصاد الزراعي السعودي للاستمرار في توفير مصادر غذائيّة متنوعة.
كما أطلقت برنامج الأمن الغذائي عبر تقنيات الزراعة في المناطق الصحراويّة؛ بهدف تطوير تقنيات زراعية تحقق للمملكة أمنًا غذائيًا مستدامًا. وتنمية اقتصادية بالتعاون مع عدد من الجهات الحكوميّة والجامعات والشركات الزراعيّة.
وتم تحويل مناطق واسعة من الصحراء إلى أراضٍ زراعية خصبة، وذلك بفضل مشاريع الري الكبرى واعتماد تقنيات الزراعة الحديثة. كما تعد الزراعة من أهم القطاعات التي تسهم في الناتج المحلي الإجمالي، حيث بلغت مساهمة القطاع الخاص. في عام 2016 مقدار 54 مليار ريال سعودي، وتوفر مساحة تقدر بحوالي 700 ألف هكتار.
جهود السعودية لتنمية الرقعة الزراعية
قامت المملكة العربية السعودية خلال السنوات القليلة الماضية وفي ظل رؤية 2030 بإطلاق العديد من المبادرات الوطنية. في سبيل تنمية الرقعة الزراعية وتحقيق الأمن الغذائي للمواطنين. وذلك من خلال إطلاق العديد من الاستراتيجيات والمشاريع الهادفة إلى زيادة الإنتاج الزراعي ورفع كفاءة استخدام الموارد.
ويأتي في مقدمتها الاستراتيجية الوطنية للزراعة والثروة الحيوانية والسمكية والتي تهدف إلى زيادة الإنتاج الزراعي بنسبة 60% بحلول عام 2030. وذلك من خلال التركيز على تطوير التقنيات الزراعية ورفع كفاءة استخدام الموارد المائية. بالإضافة إلى المبادرة السعودية للزراعة المستدامة والتي تهدف إلى زيادة الإنتاجية الزراعية وتحسين جودة المنتجات الزراعية. وذلك من خلال تطبيق أفضل الممارسات الزراعية ونشر الوعي بين المزارعين.
كما أطلقت المملكة برنامج الاستزراع السمكي والذي يهدف إلى زيادة الإنتاج السمكي من خلال دعم مشاريع الاستزراع السمكي وتطوير البنية التحتية للقطاع. بالإضافة إلى مشروع الملك عبد الله للطاقة المتجددة بهدف توفير الطاقة اللازمة للعمليات الزراعية. وذلك من خلال استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
إنجازات المملكة في تنمية الرقعة الزراعية
حققت المملكة العربية السعودية قفزات نوعية في مجال الزراعة خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفع الإنتاج الزراعي بنسبة 30% منذ عام 2016. حيث تم استصلاح واستزراع مساحات واسعة من الأراضي الزراعية. حيث ارتفعت المساحة المزروعة من 1.6 مليون هكتار عام 2016 إلى 2.2 مليون هكتار عام 2023.
كما تم تطوير تقنيات زراعية جديدة ساعدت على زيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات الزراعية. بالإضافة إلى دعم المزارعين من خلال تقديم القروض والمنح وتوفير الخدمات الاستشارية
كما حققت الاكتفاء الذاتي والفائض في إنتاج عدة محاصيل زراعية. مثل البطاطس والباذنجان والخيار والبامية والبيض والحليب الطازج، بنسبة تتراوح بين 110% و120%.
وتحتل المملكة المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج التمور. ويبلغ عدد الأشجار الدائمة بالمملكة حوالي 26 مليون شجرة، منها أكثر من 18 مليون شجرة مثمرة تتجاوز إنتاجها 600 ألف طن. في حين يبلغ عدد أشجار النخيل أكثر من 30 مليون نخلة.
وقامت المملكة بتكثيف جهودها لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحقيق الزراعة المستدامة، حيث تم استخدام تقنيات حديثة لأول مرة مثل:
تحليل البيانات الزراعية: تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الزراعية، مثل بيانات الطقس وخصائص التربة والبيانات الزراعية الأخرى،
التنبؤ بالأمراض والآفات: تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأمراض والآفات التي تُصيب المحاصيل الزراعية،
إدارة الموارد المائية: تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة الموارد المائية،
إدارة العمليات الزراعية: تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإدارة العمليات الزراعية،
كما أولت المملكة اهتمامًا كبيرًا بالبحث العلمي في مجال الزراعة. تأسيس مراكز الأبحاث الزراعية، ودعم الباحثين الزراعيين. بالإضافة إلى تمويل المشاريع البحثية التوعية بأهمية الزراعة المستدامة. وتنظم العديد من الفعاليات والأنشطة للتوعية بأهمية الزراعة المستدامة.
أرقام إيجابية
ونجحت المملكة في زيادة نسب التمويل الاستثمارات الزراعية لتتجاوز خلال السنوات الـ5 الأخيرة. كما قدمت قروض تتجاوز الـ7 مليارات ريال في العام 2022، بالإضافة إلى تخصيص ما يقرب من 12 مليارات ريال لدعم التنمية الريفية وتحقيق أهداف الزراعة المستدامة. وهو ما انعكس ايجابيًا على الإنتاج الزراعي حيث وصل إلى ما يزيد علي 11مليون طن، وتحقيق وفرة في المنتجات واستقرار الأسعار. إضافة إلى رفع نسب الاكتفاء الذاتي لكثير من السلع الأساسية.
ويرجع نجاح المملكة في تحقيق مؤشرات إيجابية إلى تبنيها إعادة هيكلة وبناء منظومتها الزراعية، إلى جانب إطلاق إستراتيجيات وطنية. تعنى بالأمن الغذائي والزراعة والمياه والبيئة، وإنشاء هيئة مختصة للأمن الغذائي، بالإضافة إلى توطين التقنيات الزراعية الحديثة ورقمنة القطاع. وتقوية الاقتصادات الريفية وتمكين المرأة والشباب، إلى جانب تحديد خط الأساس للفقد والهدر الغذائي وتبني حلول فعّالة لخفضه. وتحسين الأنماط الاستهلاكية، وزيادة الاستثمارات الزراعية المسؤولة واستقطابها.
مقالات ذات صلة:
المملكة وتركيا تطلقان شراكة استراتيجية في الزراعة والثروة الحيوانية
التعليقات مغلقة.