القريقعان في الخليج.. موروث شعبي وصناعة متطورة بمذاق رمضاني
موروث القريقعان يعود إلى قرون مضت، إذ يحتفل به الأطفال في ليلة 13 أو 14 أو 15 من رمضان، وهم يرتدون أزياءً تقليدية ويحملون أكياسًا لجمع الحلوى والمكسرات من الجيران.

مع حلول منتصف شهر رمضان المبارك، تتزين شوارع ومنازل مدن الخليج، استعدادًا للاحتفال بـ”القريقعان”. وهو التقليد الرمضاني العريق الذي ينتظره الأطفال بفارغ الصبر.
وكان القريقعان ـ في السابق ـ احتفالًا بسيطًا يقتصر على توزيع الحلوى والمكسرات. ثم أصبح اليوم صناعة مزدهرة تتطلب إنفاق الكثير من المال. ما يثير تساؤلات حول تأثيره الاقتصادي وتحوله من عادة تراثية، إلى سوق استهلاكية ضخمة.
الموروث الشعبي
يعود موروث القريقعان في الخليج إلى قرون مضت، إذ يحتفل به الأطفال في ليلة 13 أو 14 أو 15 من شهر رمضان. وهم يرتدون الأزياء التقليدية، ويحملون أكياسًا لجمع الحلوى، والمكسرات من الجيران.
في الماضي، كانت التوزيعات بسيطة ومكونة من مكسرات محلية، وقطع حلوى تُوضع في أكياس قماشية، أو ورقية. لكن اليوم أصبح القريقعان مهرجانًا مكلفًا، حيث تحولت التوزيعات إلى علب مزينة، تحتوي على شوكولاتة مستوردة وهدايا ثمينة. وأحيانًا دمى مخصصة أو حتى قطع ذهبية صغيرة.
صناعة مزدهرة
وفقًا لتقديرات غير رسمية، تنفق بعض العائلات ما بين 500 إلى 5000 ريال سعودي، على تجهيزات القريقعان. ويختلف المبلغ بحسب نوعية الهدايا والتوزيعات، طبقا لتقرير من “العربية”.
كما أن بعض العائلات تنظم حفلات خاصة في المنازل أو القاعات، تشمل فرقًا ترفيهية، ومسابقات للأطفال، مما يرفع التكاليف إلى مستويات غير مسبوقة.
ويرى خبراء الاقتصاد أن ازدهار سوق القريقعان يعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية في الخليج. إذ أصبح فرصة لتنشيط قطاع الهدايا والحلويات، والمستلزمات الاحتفالية.
ونقلت “العربية” عن الخبير الاقتصادي أحمد الجبير قوله: “ما نشهده اليوم من تطور في القريقعان، يعكس توجه المجتمعات نحو الاستهلاك الفاخر”.
وشدد الجبير على أن “تطور القريقعان يعزز الاقتصاد المحلي، من خلال دعم الأعمال الصغيرة، والمتاجر المتخصصة.”
ومع ذلك، يحذر البعض من أن تحول القريقعان إلى “رفاهية مكلفة”، قد يفقده قيمته الحقيقية. إذ يرى مراقبون أن الاحتفال بالقريقعان يجب أن يظل بسيطًا، ويحافظ على معناه الأساسي.
مستقبل القريقعان
رغم الانتقادات، يبدو أن القريقعان في الخليج أصبح أكثر من مجرد مناسبة رمضانية، بل بات ظاهرة اقتصادية تعكس أنماط الاستهلاك في الخليج.
وبينما يرى البعض أن تطوره طبيعي مع العصر، يدعو آخرون إلى إعادة التوازن بين الحفاظ على التراث والحد من الإسراف، حتى لا تفقد هذه العادة الرمضانية جوهرها الأصيل.
التعليقات مغلقة.