العلاقات السعودية الأمريكية.. تاريخ عريق من التعاون الاقتصادي والتجاري

تعود العلاقات السعودية الأمريكية إلى عقود طويلة مضت من التعاون على الأصعدة كافة، والاقتصادية بوجه خاص. فيما بدأت العلاقات بين البلدين تجارية قبل أن تتطور على الصعيد السياسي.
وتعلق التعاون السعودي الأمريكي، في بدايته، بالتنقيب عن النفط، حيث أسفرت الجهود آنذاك عن اكتشاف أول حقل نفطي في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية للمملكة.
كما جاء لقاء بين الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، والرئيس الأمريكي في ذلك الوقت، فرانكلين روزفلت. على متن الطرّاد الأمريكي “كوينسي” في منطقة البحيرات المصرية عام 1945. ليضع أسس شراكة طويلة الأمد بين المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية. بحسب “سبق”.
وفي هذه الأثناء يجري الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، زيارة رسمية مهمة إلى المملكة. يلتقي خلالها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء. لبحث ملفات الأمن الإقليمي والطاقة والاستثمار، وسبل تعزيز التجارة السعودية الأمريكية.
كما تشمل زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب للمنطقة، جولة خليجية تضم: قطر، والإمارات، وتستمر حتى 16 مايو الحالي.
حجم الاستثمارات والتجارة السعودية الأمريكية
علاوة على ذلك، فإن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين، تطورت بشكل ملحوظ. مما جعل المملكة واحدة من أبرز الشركاء التجاريين للولايات المتحدة في المنطقة.
كذلك تصدّر الرياض إلى واشنطن العديد من السلع الاستراتيجية، ويمثل النفط الخام الجزء الأهم فيها. بالإضافة إلى صادرات غير النفطية، مثل: الأسمدة والمواد الكيميائية العضوية. أما الواردات من الولايات المتحدة فتشمل المعدات الكهربائية والميكانيكية، والمنتجات الصناعية والزراعية والصيدلانية.
ويرافق زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض، والتي تبدأ اليوم، مشاركة واسعة من كبار المستثمرين وقادة الشركات الأمريكية الكبرى في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، الذي يُقام على هامش الزيارة. بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
حجم التبادل التجاري
إضافة إلى ذلك، بلغ حجم التجارة التجارة السعودية الأمريكية 32 مليار دولار عام 2024. وصدّرت السعودية سلعاً بقيمة 13 مليار دولار إلى الولايات المتحدة واستوردت منها سلعاً بقيمة 19 مليار دولار. كما شهدت التجارة زيادة قدرها ملياري دولار مقارنة بعام 2023.
علاوة على ذلك، تعد الولايات المتحدة شريكًا تجاريًا رئيسيًا للسعودية. كما تحتل المركز الثاني كمورد رئيسي للمملكة، والمركز السادس كأحد أهم أسواق صادراتها، وفقاً لبيانات اتحاد الغرف السعودية.
أما بيانات مكتب الإحصاء الأمريكي فتظهر أن حجم تجارة السلع الأميركية مع المملكة في عام 2024 بلغ نحو 25.9 مليار دولار. منها صادرات أمريكية بقيمة 13.2 مليار دولار وواردات بقيمة 12.7 مليار دولار. ما أدى إلى فائض تجاري لصالح الولايات المتحدة بقيمة 443.3 مليون دولار.
أهم السلع المتبادلة
كما تغطي الصادرات السعودية إلى الولايات المتحدة قطاعات استراتيجية، مثل: النفط الخام ومشتقاته، الأسمدة، المنتجات الكيميائية العضوية، والمعادن كالفولاذ والحديد، بالإضافة إلى الآلات والأدوات الميكانيكية.
وعلى الجانب الآخر، تستورد السعودية من الولايات المتحدة سلعًا متعددة تشمل المنتجات الصيدلانية، المواد الكيميائية، والحبوب والبذور والنباتات الطبية، واللدائن.
كذلك تشمل الواردات المعدات الكهربائية والميكانيكية، وسائط النقل، المعدات الجوية والفضائية، الأجهزة الطبية والبصرية، بالإضافة إلى الأسلحة والذخائر.
ووفقاً لتقرير صادر عن شركة ماكنزي في نهاية عام 2023، تصدرت معدات النقل قائمة واردات السعودية من الولايات المتحدة، بقيمة بلغت 5.9 مليار دولار.
علاوة على ذلك، تلتها الأجهزة الطبية بـ1.4 مليار دولار، ثم المنتجات الصيدلانية بـ1.3 مليار دولار.
على الجانب الآخر، احتلت موارد الطاقة المرتبة الأولى بين الصادرات السعودية إلى أمريكا. بقيمة بلغت 14 مليار دولار. تليها المواد الكيميائية بـ1.7 مليار دولار، والمنتجات المعدنية بـ259 مليون دولار.
صندوق الاستثمارات العامة السعودي
كما يقوم صندوق الاستثمارات العامة باستثمارات ضخمة في قطاعات استراتيجية، مثل التكنولوجيا والابتكار. في حين بلغت استثماراته في الأسهم الأمريكية في نهاية العام 2024 ما قيمته 26.8 مليار دولار وفقاً لتقرير مقدم إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية.
أيضًا يستثمر الصندوق في شركات أمريكية كبرى مثل «لوسيد»، و«أوبر»، و«آرم»، و«باي بال»، و«أمازون». واستثمر في صناعة الألعاب من خلال مجموعة (سافي جيمز). واستحوذ على شركة «سكوبلي» الأميركية، وفي شركات، مثل: «ماجيك ليب».
وبحسب محمد الجدعان، وزير المالية، تزيد استثمارات المملكة في الولايات المتحدة عن 770 مليار دولار. ومع استمرار الجهود المشتركة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، كما تبدو الفرص واعدة لتوسيع حجم التبادل التجاري، وتنويع مجالاته.
تحديدًا في ظل التقدم الكبير الذي أحرزته الحكومة السعودية في رؤية 2030 من جهة، ومع توجه الولايات المتحدة إلى ترسيخ شراكات استراتيجية في منطقة الشرق الأوسط من جهة أخرى.
شخصيات بارزة
ويحضر المنتدى شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك، ديفيد ساكس، سام ألتمان، مارك زوكربيرج، كيلي أورتبرج، وجين فريزر. ومن المنتظر أن سيجتمع هؤلاء المستثمرون الأمريكيون مع نظرائهم السعوديين لمناقشة فرص استثمارية متنوعة. تشمل الطائرات والسيارات والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة والمعدات العسكرية والأسواق المالية.
وبتألف الوفد الأمريكي من وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخزانة سكوت بيسنت. وكذلك وزير التجارة هوارد لوتنيك، والمبعوث الرئاسي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف.
ومن أبرز المتحدثين السعوديين في المنتدى: الأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة، والأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، وخالد الفالح وزير الاستثمار. بجانب محمد الجدعان وزير المالية، وعبد الله السواحه وزير الاتصالات، وبندر الخريف وزير الصناعة، وأمين ناصر الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو”، ومحمد أبونيان رئيس شركة “أكوا باور”.
إضافة إلى المتحدثين الأمريكيين: ستيفن شوارزمان الرئيس التنفيذي لشركة “بلاكستون”، ولاري فينك رئيس “بلاك روك”، وجين فريزر الرئيسة التنفيذية لـ “سيتي جروب”. وجيني جونسون من شركة “فرانكلين تمبلتون”، وأليكس كارب رئيس “بلانتير تكنولوجيز”، وأرفيند كريشنا الرئيس التنفيذي لـ “آي بي إم”، وروث بورات من “ألفابت”. وكذلك ديفيد ساكس المتخصص في العملات المشفرة، وكريستيانو أمون من “كوالكوم”، وكين ويست من “هانيويل”.
التعليقات مغلقة.