“العجلة الدوارة” سلاح “نتفليكس” في مقاومة العواصف الاقتصادية

رغم التقلبات الاقتصادية، يبدو أن نموذج نتفليكس المستوحى من إستراتيجية “العجلة الدوارة” التي تعتمدها أمازون، لا يزال يدور بقوة. ليؤكد أن الترفيه الرقمي قد يكون من بين القطاعات القليلة القادرة على مقاومة العواصف الاقتصادية.
وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”. فإن “نتفليكس” لا تزال متمسكة بخطتها لرفع قيمتها السوقية إلى تريليون دولار خلال الأعوام الـ5 المقبلة.
كما تستهدف مضاعفة إيراداتها الحالية، وتسجيل نمو بثلاثة أضعاف في دخلها التشغيلي بحلول عام 2030، كما تسعى إلى تحقيق 9 مليارات دولار سنويًا من الإعلانات.
إنفاق المستهلكين على الترفيه
ويرى الخبراء أن إنفاق المستهلكين على الترفيه غالبًا ما يبقى مستقرًا خلال فترات الركود. وهو ما منح نتفليكس أفضلية نسبية. كما أشاروا إلى مرونة خطط الاشتراك التي تتيح للمستخدمين التوفير. بما في ذلك الخطة المدعومة بالإعلانات مقابل ثمانية دولارات شهريًا.
ورغم أن الإعلانات لا تزال تشكل جزءًا صغيرًا من إجمالي الإيرادات، فإن الشركة تدرك احتمال تباطؤ السوق الإعلانية نتيجة خفض الشركات نفقاتها.
كما ترى أن أدوات الإعلان الجديدة التي تقدمها “نتفليكس”. من شانها أن تُسهم في تعزيز جاذبية منصتها للمعلنين، ما يساعد على تعويض أي ضعف محتمل.
ارتفاع إيرادات نتفليكس
وكانت “نتفليكس” قد أعلنت في بيان لها، يوم الخميس، ارتفاع الإيرادات بنسبة 13% لتصل إلى 10.5 مليار دولار. كما لفتت الشركة إلى ارتفاع الإيرادات بنسبة 25% إلى 6.61 دولار للسهم. متجاوزة تقديرات المحللين التي بلغت 5.68 دولار.
ولفتت الشركة إلى أن ارتفاع الإيرادات جاء بدعم زيادة حديثة في أسعار الاشتراكات. علاوة على ومجموعة قوية من البرامج العالمية، مثل المسلسل البريطاني الشهير “Adolescence”.
ارتفاع الدخل التشغيلي والسهم
وأشارت “نتفلكس” إلى أن الدخل التشغيلي قد ارتفع بنحو 27 في المئة إلى 3.3 مليار دولار. لتتجاوز التوقعات التي كانت تشير إلى ثلاثة مليارات دولار. كما بلغ هامش التشغيل 31.7%. ما يعد أعلى بأكثر من ثلاث نقاط مئوية من تقديرات الشركة نفسها.
وارتفع سهم “نتفلكس” بنحو 22 في المئة، ليصل إلى 994.31 دولار في التداولات الممتدة بعد إغلاق ساعات التداول. كما سجل السهم ارتفاعًا بنحو 9.2 في المئة. منذ بداية العام حتى نهاية جلسة الخميس في نيويورك.
ولم تفصح الشركة عن عدد المشتركين الجدد أو الذين فقدتهم، وهو المؤشر الذي كان المستثمرون يعتمدونه سابقًا لقياس الأداء.
نتائج نتفليكس للربع الأول
“نتفلكس”، التي كانت تنفق مبالغ ضخمة سابقًا لتمويل إنتاجاتها، أصبحت الآن تحقق مليارات الدولارات من الأرباح والتدفقات النقدية الحرة.
وتوقعت الشركة نتائج قوية للربع الحالي. مشيرة إلى مبيعات متوقعة بنحو 11 مليار دولار، علاوة على أرباح تبلغ 7.03 دولار للسهم، وكلا الرقمين يتجاوز توقعات السوق.
وتتزامن هذه المكاسب مع أفضل ربع سنوي في تاريخ الشركة. إذ أضافت 18.9 مليون مشترك بنهاية عام 2024.
ويتوقع العديد من المحللين أن يتباطأ نمو الشركة في 2025، خصوصًا بعد رفع الأسعار في الولايات المتحدة، أكبر أسواقها.
ومع تباطؤ نمو المشتركين، تسعى الشركة إلى زيادة العائد من قاعدة مستخدميها الحالية من خلال بيع الإعلانات ورفع الأسعار.
كما ذكرت أنها تطلق تقنيات إعلانية جديدة في الأسواق التي توفر فيها الخدمة الإعلانية، كما أنها رفعت سعر الخدمة في فرنسا.
وخصصت الشركة جزءًا كبيرًا من رسالتها الفصلية للمساهمين للحديث عن استثماراتها المتزايدة في الإنتاجات خارج الولايات المتحدة، لا سيما في المملكة المتحدة والمكسيك.
ويعد فيلم “Counterattack” من المكسيك أحد أكثر الأفلام غير الناطقة بالإنجليزية نجاحًا في تاريخ الشركة.