منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

الذهب والأسهم.. أيهما أفضل لاستثمار أموالك وحماية مدخراتك؟

يسعى المستثمرون نحو حماية استثماراتهم من تقلبات السوق ومخاطر التضخم ونتائج التعريفات الجمركية.

فيما يأتي ذلك في ظل عواقب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على واردت الصين وكندا والمكسيك، إلى جانب فرض رسوم 50 على واردات الصلب والألومنيوم الأمريكية. ومخاوف الحرب التجارية التي تخيم على الأسواق العالمية.

الذهب والأسهم

وفي أوقات الأزمات الاقتصادية تتجه الأنظار نحو الاستثمار في الملاذ الأكثر أمانًا وهو الذهب. بينما يسعى أخرون للاستثمار في سوق الأسهم. إلّا أن الاستثمار في كلاهما مخاطر واردة.

لذلك نسلط الضوء على إيجابيات وسلبيات الاستثمار في أي من الذهب والأسهم. في ظل التقلبات الاقتصادية الحالية. للسماح لأصحاب الاستثمارات بالحفاظ على ثروتهم وتنميتها.

الاستثمار في الذهب

تزامنًا مع النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب كندا واليابان ودول أوروبا، فإن اضطراب الأسواق المالية. يدفع المستثمرين إلى شراء الذهب لحماية قيمة أموالهم من التضخم والتقلبات.

كما يعد الذهب وسيلة للحفاظ على القيمة وزيادة الثروة على المدى الطويل. باعتباره سلعة نادرة وثمينة تحمل قيمة عالية يقدرها الناس دائمًا ويستخدمونها إما للادخار أو تبادل السلع كما كان قديمًا. إلى جانب كونه احتياطيًا عالميًا تستخدمه دول العالم كثروة للحفاظ على قوة اقتصادهم.

والاستثمار في الذهب يحمي أموالك من مخاطر اضطرابات وتقلبات السوق. وكذلك سهولة الاحتفاظ به وتخزينه ونقله وادخاره. ورغم ذلك تظل عوائد الذهب طويلة الأمد منخفضة مقارنة بالاستثمار في الأسهم والعقارات.

سعر الذهب
سعر الذهب

الاستثمار في الأسهم

الاستثمار في الأسهم يعني شراء أسهم تابعة لشركة معينة والاحتفاظ بها لإعادة بيعها مرة أخرى بسعر أعلى. فيما يعد إحدى طرق تحقيق عائد مالي كبير.

ورغم نجاحه في تحقيق ثروات هائلة تصحبه مخاطر كبيرة أيضًا لأنه يخضع لعدة عوامل، مثل: أداء الشركات المساهمة، والتوقعات الاقتصادية، وقرارات السياسة الحكومية. مثل قرارات ترامب التي أثرت سلبًا في أسواق الأسهم عبر العالم.

وعلاوة على ذلك فإن الاستثمار في الأسهم يحتاج إلى فهم السوق ومؤشراتها وتعلم أنواع الطلب والعرض. ومتابعة الأخبار الاقتصادية إلى جانب الاستعانة بخبراء الأسهم في بعض الأوقات.

وأخيرًا هو مرتبط يمخاطر قوية أيضًا، مثل: تقلبات السعر واضطرابات الأسواق المفاجئة والقرارات الحكومية التي قد تعرض أسواق الأسهم للانهيار.

أداء الأصول

وفي ذلك السياق يقول أحمد عزام؛ محلل أسواق المال لمجموعة “إكويتي” المالية، إن الاستثمار من أهم الوسائل لتحقيق الاستقرار المالي وتنمية الثروة. مضيفًا أنه يبرز الذهب والأسهم كخيارين رئيسيين يجذبان المستثمرين في المملكة العربية والسعودية وخارجها.

وأوضح محلل أسواق المال لمجموعة إكويتي المالية، في تصريح خاص لـ”الاقتصاد اليوم“، أن هذه الخيارات تتأثر بعوامل اقتصادية وسياسية عالمية. ومنها رسوم ترامب التجارية التي بدأت تؤثر في الأسواق بعد توليه الرئاسة في يناير 2025.

فيما أشار “عزام” إلى أنه بجانب رسوم ترامب الجمركية تأتي المخاوف المرتبطة بالتجارة العالمية. كما أن حالة عدم اليقين حول الخطوات التالية بما يخص تخفيض الفائدة. بالإضافة إلى حالة الاقتصاد والخوف من مرحلة الركود تخيم على أداء الأصول.

أحمد عزام - محلل يعدد أسباب احتلال المملكة المركز الثاني بمؤشر مديري المشتريات في دول الـ "G20 "
أحمد عزام – محلل مالي

 الذهب أكثر أمانًا

ونوه خبير أسواق الأسهم بأن الذهب ارتفع بنسبة تقارب 12% منذ بداية العام الجاري. فيما لا يزال يقارب مستويات قياسية. في حين يتحدى التراجع الأوسع في الأصول المخاطرة والمتسارع في شهر مارس مع تسعير الأسواق حالة ركود متوقعة.

كما أكد أن متداولي الأموال السريعة قد يراهنون على زخم قصير الأجل، لكن المستثمرين على المدى الطويل ما زالوا يبحثون عن الأمان باستثمار الذهب في ظل توترات مرتفعة الحدة.

كذلك بيَّن “عزام” أن المخاوف تتزايد من الركود التضخمي مع تدهور البيانات الاقتصادية الأمريكية؛ ما عزز من احتمالية إجراء “الاحتياطي الفيدرالي” لمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة مع نهاية العام.

وتابع: “يميل المعدن الأصفر إلى الارتفاع كلما خفّض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، لذا فإن انخفاض تكاليف الاقتراض من شأنه أن يدعم أداء الذهب”.

فيما لفت إلى أن رسوم “ترامب” الجمركية تزيد من جاذبية الذهب. ومع إثارة رسوم المعادن لردود فعل انتقامية من أوروبا وكندا. فإن خطر حدوث صدمات تضخمية في العرض حقيقي.

وقال: إن مرونة الذهب تتجاوز مجرد إستراتيجية دفاعية، بل إشارة إلى أن المستثمرين يرون مخاطر هيكلية في المستقبل؛ من ضعف الدولار الأمريكي إلى تصاعد الحمائية العالمية. هذا يمهد الطريق لارتفاع مطرد في الأسعار.

 الأسهم أكثر أرباحًا

في سياق آخر أكد “عزام” أن الأسهم تُمثل حصة في ملكية الشركات، وتعتمد قيمتها على أداء هذه الشركات والسوق ككل. كما لفت إلى أنها تتميز عالميًا بإمكانية تحقيق عوائد مرتفعة على المدى الطويل. لكنها تحمل مخاطر كبيرة بسبب تقلبات الأسواق.

واستطرد: “ففي أوقات الازدهار الاقتصادي قد ترتفع قيمة الأسهم بشكل كبير. بينما تنخفض بسرعة خلال الركود أو الأزمات أو حتى وقت الخوف من عدم اليقين كما يحصل حاليًا”.

وقال “عزام” إن سوق الأسهم في السعودية من أكبر الأسواق في المنطقة. وتدعمها رؤية 2030 التي تسعى لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد على النفط. كما أكد أن فرض رسوم ترامب الجمركية يؤثر في الأسواق العالمية بشكل غير مباشر.

“التنويع” الخيار الأفضل

ونبَّه خبير الأسهم إلى أن اختيار الاستثمار يعتمد على أهداف المستثمر. موضحًا أنه إذا كان البحث عن الأمان هو الأولوية فإن الذهب يعد الخيار الأفضل. وذلك لأنه يوفر استقرارًا نسبيًا، خاصة مع ربط العملات بالدولار. في ظل المخاوف التجارية وتوقعات ضغط “ترامب” على أسعار النفط.

كما أشار إلى أنه إذا كان الهدف تحقيق أرباح عالية فقد تكون الأسهم أكثر جاذبية على المدى الطويل، إلا أنها تتطلب تحمل المخاطر قصيرة المدى.

بينما نصح محلل أسواق المال لمجموعة “إكويتي” المالية بأنه لتحقيق توازن بين الأمان والربحية يعد تنويع المحفظة بين الأسهم والذهب خيارًا أكثر استقرارًا.

الذهب والأسهم
الذهب والأسهم

القرار الأمثل

بحسب توصيات خبراء الاقتصاد القرار الأمثل يتمثل في توزيع محفظتك الاستثمارية بين الذهب والأسهم والعقارات. وذلك لتحقيق التوازن بين الأمان والربحية واستثمار مستدام.

ولذلك ننوه إلى أن الاستثمار في الذهب والأسهم يتوقف على عدة عوامل؛ أبرزها أهداف المستثمر؛ هل هي الأرباح العالية أم الأمان؟ إلى جانب درجة تحمل المخاطر هل هي عالية أم لا؟ وأخيرًا تقلبات السوق والأوضاع العالمية.

تقرير- عمرو حسن

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.