السعودية الأولى عربيًا في إنتاج الهيدروجين الأخضر
470 مليار يورو استثمارات إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا

الهيدروجين الأخضر مشروع طموح توجّهت نحوه بوصلة السعودية؛ سعيًا خلق بيئة خالية من الكربون عن طريق إزالته وتقليص نسبته في الهواء، وذلك في إطار سعى المملكة العربية السعودية الدائم نحو تحقيق طفرة نوعية في مختلف المجالات والقطاعات، وطرح أفكار خارج الصندوق لتلبية طموحات خادم الحرمين وولي عهده الأمين، نحو مستقبل مزدهر يدعم وينوع من دخل اقتصاد البلاد، بعيدًا عن الاعتماد الأساسي على النفط.
الريادة السعودية في الإنتاج
وتهدف المملكة، من خلال مدينة نيوم، التي تشهد عمليات تشييد ذات سمات مستقبلية، على أطراف الصحراء الممتدة بطول الساحل السعودي المطل على البحر الأحمر، وبتكاليف تناهز الـ 500 مليار دولار، إلى تحقيق الريادة السعودية في إنتاج الهيدروجين الأخضر والوقود الأخضر عالميًا؛ لتصبح الوجهة الأهم دوليًا في تقديم الحلول المستدامة، والسد المنيع القادر على مواجهة تحديات المناخ العالمية، وتنفيذ أهداف رؤية 2030.

الاستعانة بالهيدروجين الأخضر
وستشهد مدينة «نيوم»، استخدام سيارات أجرة طائرة للتنقل بين أنحائها، و«روبوتات» للعمل مساعدين منزليين لسكانها، الذين تخطط السلطات السعودية، لأن يصل عددهم إلى مليون نسمة، والاستعانة بالهيدروجين الأخضر الذي يُنتج من الماء عبر فصل جزيئات الهيدروجين فيه عن جزئيات الأكسجين، من خلال استخدام كهرباء، تُوّلد من مصادر طاقة متجددة، لإمدادها بالطاقة وتصديرها للخارج، والاستغناء عن النفط.
الوحدة الأكبر في العالم
بدورها، أعلنت شركة “آير برودكَتس آند كيميكالز” الأمريكية الكبرى العاملة في مجال الغاز، في الصيف الماضي، أنها تعكف منذ 4 سنوات، على تشييد وحدة صناعية في السعودية، لإنتاج “الهيدروجين الأخضر”، ويتم تشغيل هذه الوحدة بطاقة تبلغ نحو 4 غيغا واط من الكهرباء، التي يجري توليدها من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المتناثرة في أنحاء مختلفة من صحاري المملكة.
وأكدت أن مشروع نيوم يعد الوحدة الأكبر في العالم، على صعيد إنتاج “الهيدروجين الأخضر” ذلك النوع الجديد من الوقود، كما تجرى حاليًا على قدم وساق عمليات التخطيط لإقامة مزيد من الوحدات المماثلة بالمملكة.
اقرأ أيضًا:اليوم.. «نيوم» تحتفل باليوم الوطني الـ90 بفعالية ترفيهية شاملة في البدع وضباء

رؤية وأهداف مشروع نيوم
وتُعد هذه الشراكة دليلًا على ثقة المستثمرين من داخل المملكة وخارجها في رؤية مشروع نيوم وأهدافه الاستراتيجية، التي ستحقق طموحات مجلس إدارة “نيوم” في صنع مستقبل مستدام ومشرق ومزدهر للمجتمعات البشرية.
التطور المُقبل للطاقة
ومن هذا المنطلق، يجب التأكيد على أن “الهيدروجين الأخضر”، يستطيع إبطاء وتيرة زحف العالم نحو حقبة تشهد ارتفاعًا حادًا في درجات الحرارة، بخلاف قدرته على على إنهاء عصر الاعتماد على أنواع الوقود الأحفوري المختلفة؛ إذ أنه يعد التطور المقبل والمثالي في عالم الطاقة، خاصًة وأن عدة قطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة يمكنها الاستفادة منه؛ الأمر الذي دفع العديد من الدول والشركات في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط إلى الاتجاه نحوه.
أكبر وحدة إنتاج في العالم
ففي اليابان، افتُتِحَت مؤخرًا قرب مدينة فوكوشيما التي شهدت كارثة نووية عام 2011، واحدة من أكبر وحدات إنتاج “الهيدروجين الأخضر” بالعالم؛ حيث ستوفر هذه الوحدة الطاقة اللازمة لتشغيل خلايا الوقود الهيدروجيني الموجودة في المركبات أو في أي أماكن ثابتة.

التوسع في إنتاج «الهيدروجين الأخضر»
فيما تضخ أوروبا، استثمارات في مشروعات «الهيدروجين الأخضر»، بالتزامن مع جهودها الرامية لإزالة الكربون أو تقليص نسبته في الهواء، إلى جانب أن الاتحاد الأوروبي وضع في الآونة الأخيرة مشروع استراتيجية للتوسع في إنتاج هذا النوع الجديد من الوقود، لكن تبنيها لم يُقر رسميًا بعد.
اقرأ المزيد:وزارة الطاقة السعودية تُبرم مذكرة تفاهم للتعاون مع مشروع نيوم
استثمارات للوقود بـ 470 مليار يورو
وخصص الاتحاد، ضمن خطة توليد الطاقة النظيفة، استثمارات للوقود بقيمة 470 مليار يورو (550 مليار دولار)، وكرس التكتل الأوروبي ميزانية لتطوير التقنيات الخاصة بالتحليل الكهربائي اللازم لإنتاج «الهيدروجين الأخضر»، ولنقله وتخزينه، حتى يتاح للاتحاد الاستفادة من الهيدروجين النظيف على نطاق واسع وبوتيرة سريعة؛ بهدف تحقيق طموحاته الكبيرة على صعيد المناخ.

الطاقة الشمسية لإنتاج «الهيدروجين الأخضر»
في استراليا، أبرمت شراكة بين جامعة “نيو ساوث ويلز” وشركة “جي إتش دي” العالمية العاملة في المجال الهندسية، طُوِّرت هذه الشراكة منظومة تحمل اسم «إل آيه في أو»، يجري من خلالها استخدام الطاقة الشمسية لإنتاج «الهيدروجين الأخضر» وتخزينه، ومن ثم تحويله إلى طاقة كهربائية مرة أخرى، إذا اقتضت الحاجة.
تعدد الموارد.. وُمشروعات قيد الانشاء
في حين، لا تبدي الولايات المتحدة، اهتمامًا بهذا النوع من الوقود، نظرًا لتعدد موارد الطاقة لديها بتكلفة أقل بكثير مثل الغاز الطبيعي، إلا أن هناك العديد من المشروعات الخاصة بـ«الهيدروجين الأخضر» قيد الإنشاء في الفترة الحالية بالفعل، مثل وحدة لتوليده بولاية يوتا، التي من المقرر أن تحل محل محطتيْن عتيقتيْن لتوليد الطاقة تعملان بالفحم؛ حيث سيُنتفع منها ولايتيْ يوتا ونيفادا، والمناطق الواقعة في جنوبي ولاية كاليفورنيا؛ لتوفير الكهرباء اللازمة للاستخدام.
اقرأ المزيد:
“نيوم” تُعلن بدء التسجيل في برنامج سبارك لتنمية مهارات رواد الأعمال

السعودية في الصدارة
في ذات السياق، تسعى منطقة الشرق الأوسط، التي تحظى بأرخص مصادر للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العالم، إلى أن تصبح أحد الأطراف الرئيسية على صعيد إنتاج «الهيدروجين الأخضر»، وأبرزها السعودية التي تمتلك طاقة متجددة منخفضة التكاليف، في ضوء احتياطياتها الهائلة من النفط؛ إذ أنها تتمتع بسطوع شمس يومي قوي، بالإضافة إلى هبوب الرياح في كل ليلة؛ الأمر الذي يجعلها على رأس جميع دول الشرق الأوسط في إنتاج الهيدروجين، ويعسر أي دولة أخرى في التغلب عليها أو منافستها.
15% من حجم الاقتصاد العالمي
ينصب التركيز الآن، على الاستعانة بهذا النوع من الوقود؛ لتشغيل ما لا يزيد على 15% من حجم الاقتصاد العالمي، بهدف خدمة القطاعات التي يصعب سد احتياجاتها من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ومن بينها التصنيع الثقيل والنقل بالشاحنات لمسافات طويلة، وسفن الشحن والطائرات.

طائرة عديمة الانبعاثات الكربونية
يعد هذا النوع الجديد من الوقود، خيارًا واعدًا لتسيير الطائرات دون صدور انبعاثات كربونية عنها، حيث تبلغ كثافة الطاقة فيه 3 أضعاف مثيلتها في وقود الطائرات المستخدم حاليًا، وبالفعل تتبني شركة “آيرباص” العالمية، برنامج لتطوير طائرة عديمة الانبعاثات الكربونية؛ الأمر الذي يُحتم عليها الاستعانة بـ«الهيدروجين الأخضر»، وإبرام شراكات بين الأطراف المختلفة المنخرطة في قطاع الطيران، حتى تصبح واقعًا بحلول عام 2035.
اقرأ أيضًا:
«نيوم» مدينة المستقبل بعيون بريطانيا
التعليقات مغلقة.