تُدِر300 مليار دولار سنويًا..سياحة اليخوت الملاذ الآمن في ظل كورونا
الدول العربية تتوسع في صناعة اليخوت لجذب السياح

باتت سياحة اليخوت من أنواع السياحة المستحدثة والأكثر طلبًا حاليًا بسبب جائحة كورونا، ولكن لم تلتفت إليها الحكومات العربية، إلا منذ سنوات، وزادت الحاجة إليها بعد جائحة كورونا؛ إذ تبذل جهودًا كبيرة لإيجاد مصادر متنوعة تنعش قطاع السياحة؛ للتعافي من آثار الخسائر التي أحدثتها الجائحة.
وتحتاج سياحة اليخوت إلى استراتيجية ترويجية خاصة لتحقيق أكبر عائد منها؛ إذ لم تعد تقتصر على الأثرياء فقط، بل بدأت تمتد إلى شرائح أخرى؛ عبر أساليب مختلفة؛ كالجولات السياحية باليخوت التي يمكن توفيرها بالإيجار وسط الطبيعة الساحرة.
سياحة اليخوت وجائحة كورونا
4.4 وظيفة لليخت
وتقدر قيمة سياحة اليخوت في منطقة البحر المتوسط بحوالي 300 مليار دولار سنويًا، وفقا للتقديرات العالمية، تستحوذ الدول الأوروبية- المطلة على سواحل البحر المتوسط- على 50 % منها، كما أنها تسهم بشكل كبير في توفير فرص عمل مباشرة بمعدل 4.4 وظيفة مباشرة لكل يخت، بالإضافة إلى 100 وظيفة غير مباشرة؛ وذلك في قطاعات: الضيافة، وشركات ووكالات السفر والسياحة والخدمات؛ إذ تشير التقديرات إلى أنها وفرت نحو 180 ألف فرصة عمل في أوروبا عام 2016.
معوقات سياحة اليخوت
هناك كثير من العوائق أمام سياحة اليخوت؛ أبرزها: أن مالكي اليخوت يفضلون الذهاب إلى المناطق ذات الجزر القريبة من الشواطئ؛ لأنها أكثر أمانًا؛ وهو ما لا يتوفر في جميع الدول؛ لذا تسعى الحكومات لإنشاء مرفأ لليخوت كبديل لهذه الجزر؛ ما قد يكلفها الكثير، لكن العائد بالطبع سيكون كبيرًا.
كذلك تحتاج الدول- التي تمتلك طبيعة ساحرة- إلى التوسع في صناعة اليخوت لجذب السياح إلى رحلات اليخوت فيها، فضلًا عن المشكلة التي قد تواجه الترويج والنفاذ إلى الأسواق المحليّة والخارجية.
وهناك أيضًا معاناة من المشاكل الهيكلية والتشريعية التي تعيق تطور هذا القطاع وتحد من مساهمته في الجهود التنموية؛ لذا يجب وضع تشريعات وإجراءات أكثر مرونة لجذب سياح اليخوت.
سياحة اليخوت في الدول العربية
تشهد الإمارات انتعاشة في سياحة اليخوت منذ سنوات؛ كونها غنية بالمقومات المؤهلة لذلك؛ حيث تجذب عددًا كبيرًا من سياح اليخوت، التي باتت ملاذًا آمنًا للكثيرين في ظل جائحة كورونا.
وتُعد دبي أولى الوجهات التي أعادت فتح أبوابها للزوار منذ يوليو 2020، فالحياة فيها تسير بشكل طبيعي، المطاعم والفنادق والشواطئ مفتوحة.
وتهتم دبي بدعم سياحة اليخوت، باعتبارها سياحة أكثر خصوصية؛ كونها تعني الاستمتاع مع العائلة والأصدقاء فقط، كما أنها نزهة مثالية في ظل الوباء.
وتقول الشركات التي تؤجر اليخوت- والمسموح لها حاليا بالعمل بسعة 70 %- إنّها لاحظت اهتمامًا متزايدًا باستئجار اليخوت بعد تخفيف إجراءات الإغلاق العام الماضي، وخاصة بين الراغبين في البقاء في صحبة أقربائهم أثناء فترة الوباء.
ورغم أنّ القيام بهذه الرحلات يتطلب دفع مبلغ يصل إلى 4900 دولار لثلاث ساعات على متن يخت بطول 42 مترًا مثلًا، إلا أن البعض يتحملون التكلفة بتقاسمها مع الركاب.
سياحة اليخوت في مصر
تعد مصر من بين الدول التي توجه اهتمامًا خاصًا لسياحة اليخوت في الوقت الحالي؛ لتمتعها بمناخ ملائم على مدار العام؛ ما يسمح بسياحة اليخوت طوال العام أو تخزين اليخوت الأجنبية خلال فترة الشتاء.
وتحتضن مصر “مارينا نعمة”، ومارينا الغردقة التي تستوعب 188 يختًا في وقت واحد.
وتتميز مصر بأكثر من 2400 كم من السواحل والشواطئ الخلابة، وتزخر بالمنتجعات السياحية المميزة، والمناطق الجاذبة، خاصة فيما يتعلق بالغوص والرياضات البحرية؛ لذا قررت النظر إلى سياحة اليخوت؛ كون متوسط الإنفاق اليومي لسائح اليخوت يزيد بنسبة 94 % عن السائح العادي.
وأعلنت وزارة السياحة المصرية، عن تجهيز المنصة الإلكترونية “النافذة الواحدة لسياحة اليخوت” يُمثَل فيها جميع الجهات المعنية لتبسيط الإجراءات والحصول على الموافقات وإصدار فاتورة موحدة، وتحديث خريطة مواقع “مارينا اليخوت” الدولية القائمة والمقترحة على مستوى مصر.
وتعد منطقة البحر الأبيض مركزًا هامًا لسياحة اليخوت على مستوى العالم، حيث يجوب المنطقة أكثر من 30 ألف يخت سنويًا.
كذلك تهتم دول المغرب وتونس والجزائر، بسياحة اليخوت بشكل كبير؛ إذ تسعى المغرب إلى عدم اقتصار سياحة اليخوت على الأغنياء فقط؛ بدعم فكرة تأجير اليخوت، خاصة في “أكادير” التي تتمتع بمناظر طبيعية ساحرة.
وتتطلب سياحة اليخوت – لتكون عالمية- تشريعات تسمح بعبور يخوت الأثريات إلى مختلف البحار حول العالم، وتقليل المعوقات والخطوات الروتينية؛ للمساهمة في إنعاش قطاع واعد في السياحة البحرية.
التعليقات مغلقة.