في يوم العمل الخيري.. المرأة السعودية ترسم إرث العطاء
ترسخت قيم البذل والعطاء في وجدان إنسان هذه البلاد منذ نشأة الدولة السعودية الأولى، حيث شكلت ركيزة أصيلة وهوية جامعة سمتها التكافل والتلاحم.
كما صنعت نموذجًا فريدًا للعطاء المتواصل الذي ظل ممتدًا جيلًا بعد جيل، ليصبح الاستدامة نهجًا راسخًا في مسيرة البناء الوطني.
يوم العمل الخيري
وتزامنًا مع اليوم العالمي للعمل الخيري لعام 2025، الذي يحييه العالم في الخامس من سبتمبر سنويًا، تعزيزًا لقيم العطاء والبذل وترسيخًا لرسالة العمل الإنساني. تستحضر الذاكرة الوطنية دور شخصيات نسائية تركن بصمة خالدة.
عرفت الأميرة موضي بنت سلطان بن أبي وهطان، زوجة الإمام محمد بن سعود، بوقفها الخيري “سبالة موضي” في الدرعية. الذي خدم الحجاج وعابري السبيل وطلاب العلم. ليصبح رمزًا للتكافل الاجتماعي ودعم المعرفة، وعلامة فارقة في تاريخ العطاء السعودي المبكر.
إرث الأميرة سارة
ويجسد التاريخ كذلك سيرة الأميرة سارة بنت عبدالله بن فيصل بن تركي، المولودة في الرياض عام 1294هـ (1877م)، والتي نشأت في بيت حكم عريق، بحسب وكالة أنباء السعودية (واس).
كما كان والدها الإمام عبدالله بن فيصل، ثالث أئمة الدولة السعودية الثانية، مشهورًا بكرمه واهتمامه بالعلم والأوقاف.
بينما نشأت الأميرة سارة في بيئة علمية مكنتها من حفظ القرآن الكريم والمتون الفقهية والأحاديث النبوية، فصقلت شخصيتها على قيم العدل والمسؤولية الاجتماعية. لتؤكد أن المرأة السعودية امتداد طبيعي لمسيرة البناء منذ تأسيس الدولة.
أوقاف خالدة
وبرز عطاؤها في أوقافها الخيرية، وفي مقدمتها “مزرعة الدريبية” الواقعة جنوب الدرعية، التي جعلتها وقفًا عامًا لخدمة المجتمع.
كما تميز كرمها بتبرعها بجزء كبير منها للمحتاجين بشكل مباشر. في صورة إنسانية تجسد التكافل وتخفيف معاناة الناس.
وما زال جزء من هذه المزرعة قائمًا حتى اليوم شاهدًا على عطائها، بينما أدمج جزء آخر ضمن أراضي جامعة الملك سعود. حيث وجه بإطلاق اسمها على المكتبة المركزية بالمدينة الجامعية للطالبات، تكريمًا لإسهاماتها.
استثمار في المعرفة
ولم يتوقف عطاؤها عند الأوقاف العقارية، بل امتد ليشمل العلم، حيث أوقفت كتبًا نادرة وقيمة وفرتها لطلاب العلم والباحثين. ما أسهم في تكوين مكتبة أصبحت مرجعًا علميًا مهمًا.
كما عكست هذه الرؤية الثاقبة قناعة بأن الاستثمار في العلم والمعرفة يمثل أعظم ما يمكن أن يقدم للأجيال المقبلة. ليبقى أثرها ممتدًا في مختلف ميادين النهضة السعودية.
إرث مستدام
وتبقى سيرة الأميرة سارة بنت عبدالله بن فيصل شاهدًا على دور المرأة السعودية في التنمية الوطنية. ومثالًا على الامتداد المتواصل لقيم الخير والعطاء التي قامت عليها الدولة السعودية منذ نشأتها.
وهكذا، يتجلى في يوم العمل الخيري أن عطاء المرأة السعودية لم يكن عارضًا، بل متجذرًا وراسخًا في عمق تاريخها الوطني.
التعليقات مغلقة.