منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

هدايا عيد الفطر في المملكة.. مزيج بين الأصالة والتقنيات الحديثة

تشهد ممارسات تبادل هدايا عيد الفطر في المملكة تطورًا متسارعًا، حيث يجتمع الإرث التقليدي مع الابتكارات التكنولوجية الحديثة خلال احتفالات العيد.

كما يظل تقديم الهدايا، أو ما يعرف بـ”العيدية”، جزءًا أساسيًا من التقاليد الثقافية التي تعزز الروابط الأسرية وتقوي أواصر المحبة. ورغم استمرار الهدايا التقليدية، مثل النقود والمجوهرات الذهبية، إلا أن المشهد يشهد تحولًا كبيرًا مدفوعًا بتغير سلوك المستهلك وازدهار التجارة الإلكترونية.

بينما ساهم النمو السريع للتجارة الإلكترونية في المملكة في إعادة تشكيل سوق الهدايا والذهب، حيث أصبح التسوق عبر الإنترنت خيارًا رئيسيًا، خاصة في قطاع الهدايا، مما يعكس توجهًا متزايدًا نحو الحلول الرقمية والعصرية.

 

تقاليد سعودية ممتدة لقرون

كما تعود تقاليد تقديم الهدايا في المملكة إلى ممارسات تاريخية ممتدة لعدة قرون. تطورت العادة بمرور الوقت. حيث اندمجت مع التقاليد المحلية وأخذت طابعًا دينيًا خاصًا، لا سيما خلال المناسبات مثل عيد الفطر.

بينما تتميز احتفالات العيد في المملكة بعادات أساسية، مثل أداء الصلاة الجماعية، وتقاسم وجبات الطعام، وتبادل الهدايا التي تعرف باسم العيدية. وتعد من أكثر الطقوس المحببة، إذ ترمز إلى المحبة والبركة وروابط العائلة.

تقليديًا، يقوم كبار السن بمنح العيدية للأطفال، في تعبير عن روح العطاء وتعزيز التماسك الاجتماعي الذي يميز هذه المناسبة. ومع استمرار انتشار عادة تقديم الهدايا، تكيفت مع التغيرات الاجتماعية واتجاهات التحديث في المنطقة.

بينما في السنوات الأخيرة، لوحظ تحول نحو ممارسات أكثر تجارية، وأصبحت الهدايا التقليدية تكملها عناصر حديثة مثل الأجهزة الإلكترونية والديكورات العصرية.

ورغم هذه التغيرات، لا تزال روح تقديم الهدايا خلال العيد محافظة على جوهرها الأساسي. المتمثل في التعبير عن المحبة، وتعزيز روح الوحدة، وخلق ذكريات دافئة تجمع العائلات والمجتمعات.

نمو قطاع الهدايا في المملكة

وفق دراسة بحثية جديدة لموقع Research and Markets، وهو منصة إلكترونية متخصصة في أبحاث الأسواق العالمية، من المتوقع:

  • نمو سوق بطاقات الهدايا في المملكة السعودية من 1.88 مليار دولار عام 2025 إلى 2.68 مليار دولار بحلول 2029. بمعدل نمو سنوي مركب قدره 9.2٪.
  • يعزز هذا النمو زيادة اعتماد الدفع الرقمي، وتوسع قطاع التجارة الإلكترونية، وزيادة تفضيل المستهلكين لبطاقات الهدايا الرقمية.

الاتجاهات الحالية بسوق الهدايا

كما شهد قطاع الهدايا والذهب في المملكة تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، مدفوعة بتغير سلوكيات المستهلكين والتطورات التكنولوجية. بينما من المتوقع أن يستمر نمو التجارة الإلكترونية في المملكة، خاصة في قطاع الهدايا.

نمو التجارة الإلكترونية

كما يشهد قطاع التجارة الإلكترونية نموًا قويًا، وباتت منصات الهدايا تستخدم محركات ذكاء اصطناعي للتوصية بالمنتجات بناءً على سلوك الشراء السابق.

إلى جانب الإشارات المستمدة من وسائل التواصل الاجتماعي، والتفضيلات الثقافية المحلية.

وتوضح منصة Finance Middle East في تقرير لها، أمس الخميس، أن هذا النهج أدى إلى زيادة متوسط قيمة الطلبات. موضحة أنه بلغ 86 دولارًا في المملكة.

ونقلت عن سلافا بوغدان، الرئيس التنفيذي لمنصة سوق الهدايا Flowwow قوله: ما نشهده ليس مجرد زيادة بعدد الطلبات. بل تفاعل رقمي أعمق.

وأضاف بوغدان: أصبح المتسوقون يثقون بالمنصات الرقمية لاختيار وتوصيل الهدايا التي تحمل قيمة عاطفية حقيقية.

ويعد شهر نوفمبر أكثر الأشهر ازدحامًا في التجارة الإلكترونية، بسبب مبيعات “الجمعة السوداء” واستعدادات موسم الأعياد. كما شهدت فترات مثل رمضان واليوم العالمي للمرأة ارتفاعًا في المبيعات، حسب تقارير.

“عيدية” وتجارة الهواتف المحمولة

وأصبحت الأجهزة المحمولة الآن مسؤولة عن أكثر من 50% من إجمالي معاملات التجارة الإلكترونية بالسعودية والإمارات، بحسب Finance Middle East.

وخلال شهر رمضان، ترتفع هذه النسبة بشكل ملحوظ. حيث يعتمد المتسوقون بشكل متزايد على التطبيقات لإجراء مشتريات الهدايا في اللحظات الأخيرة وطلبات الإفطار العاجلة.

ويلاحظ ارتفاع معدلات الاعتماد على التسوق عبر الهاتف المحمول في السعودية ودول الخليج المجاورة. أسهم هذا التحول في تسهيل شراء الهدايا والمجوهرات، مما جعل العملية أكثر مرونة وسرعة.

كما برزت الهدايا الرقمية كاتجاه رئيسي، إذ يتوقع المصدر السابق أن تنمو بنسبة 150% بحلول عام 2025.

الممارسات التقليدية في تقديم الهدايا

على الرغم من انتشار الحلول الرقمية، لا تزال الممارسات التقليدية في تقديم الهدايا متجذرة بعمق في الثقافة السعودية.

فالهدايا مثل المجوهرات والعطور الفاخرة والنقود لا تزال شائعة، خاصة خلال المناسبات المهمة مثل عيد الفطر.

كما يشهد سوق الذهب زيادة في الطلب خلال شهر رمضان، حيث تعد المجوهرات خيارًا مفضلًا كهدية للنساء في المملكة، وفق تقرير صادر مساء اليوم الجمهة لمنصة Arab News.

اتجاه الهدايا الجماعية

أصبحت الهدايا الجماعية أكثر شيوعًا، لا سيما في المملكة. حيث شهد هذا الاتجاه نموًا مذهلًا بنسبة 100% على أساس سنوي في عام 2024، حسب منصة (Zawya) التابعة لوكالة رويترز.

كما يعكس هذا الاتجاه تحولًا ثقافيًا نحو أساليب احتفال تعاونية، مما يجعل الهدايا الجماعية خيارًا مفضلًا للمناسبات مثل عيد الفطر. وتتماشى طبيعة الهدايا الجماعية المبتكرة مع قيم المجتمع والتكاتف السائدة في الثقافة السعودية.

الممارسات الصديقة للبيئة

وتماشيًا مع الاتجاهات العالمية نحو الاستدامة، يزداد التركيز على الممارسات الصديقة للبيئة خلال احتفالات عيد الفطر في المملكة.

وأصبح المستهلكون أكثر وعيًا بأهمية تقليل النفايات، ما يدفعهم إلى اختيار الزينة القابلة لإعادة الاستخدام والتغليف المستدام للهدايا.

ولا يقتصر هذا التحول على الاعتبارات البيئية فحسب. بل يلقى أيضًا صدى واسعًا بين فئة الشباب الذين يتمتعون بوعي أخلاقي وبيئي متزايد، حسبما يؤكد موقع Leaders MENA.

الآفاق المستقبلية لقطاع الهدايا

ومع استمرار المملكة بمسيرتها نحو رؤية 2030، يمر قطاع الهدايا والذهب بتحولات كبيرة، مدفوعة بمزيج من العادات التقليدية والتطورات التكنولوجية.

ومن المتوقع أن يشهد سوق التحول الرقمي في المملكة نموًا هائلًا. ليصل إلى 80 مليار ريال سعودي (حوالي 21.3 مليار دولار) بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير سابق عن هيئة الحكومة الرقمية.

ويظهر هذا التحول بشكل واضح في قطاع الهدايا الرقمية، الذي يكتسب شعبية متزايدة بين المستهلكين والشركات على حد سواء.

وحاليًا، تشكل الهدايا المقدمة من الشركات حوالي 25% من معاملات التجارة الإلكترونية في المنطقة. ومن المتوقع أن ترتفع بنسبة 150% بحلول عام 2025، حسب (Zawya).

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.