مديرو المؤسسات بين أهل الثقة وذوي الخبرة
خطأ جسيم وآفة قاتلة، لطالما عانت منها المؤسسات والإدارات المركزية والمحلية والمجتمعات، خاصة في الدول النامية والمتخلفة؛ بقيام مديرو المؤسسات فيها بتقديم أهل الثقة في الوظائف العليا على ذوي الخبرة والعلم والأداء العالي.
قد يعجبك..صبحة بغورة تكتب التنمية الاحتوائية
مديرو المؤسسات
إنَّ لهذه المحاباة أثرًا مدمرًا على المؤسسة في حاضرها ومستقبلها، وربما يجهل مديرها عِظم هذا الجُرم الإداري، وعواقب هذا الظلم الفادح، الذي تظهر مفاسده في ثلاث اتجاهات:
الأول: الآثار النفسية السيئة: التي تدمر معنويات أهل العلم والخبرة؛ إذ يعانون كثيرًا من الظلم؛ ما ينعكس على ثقتهم في الإدارة وأدائهم.
وبالتالي الحد من سقف طموحاتهم في تحقيق النجاح الشخصي والنهوض بمؤسساتهم؛ ما يدفعهم غالبًا إلى الشعور باليأس والإحباط، واتباع أساليب ملتوية وطرق فاسدة.
الثاني: الإفساد: تعاظم الدور الإفسادي لأهل الثقة ـ ولو عن غير قصدـ داخل المؤسسة؛ لجهلهم طبيعة وضع المؤسسة وطبيعة وقواعد العمل؛ إذ غالبًا ما يتمتعون بثقة المدير لأسباب معظمها غير شريفة أو الولاء الشخصي للمدير؛ كدرجة القرابة.
أو تقاسم المصالح مشتركة، أو لزمالة سابقة، أو لتأثر المدير بعبارات المدح والإطراء، وعدم معارضته وإحراجه أمام الآخرين.
الثالث: الولاء والمحسوبية: يؤثر تقديم أهل الثقة على قيم المؤسسة، بعلو سلوكيات جماعات الولاء والمحسوبية؛ لتملق وإرضاء المدير فتفتح الأبواب واسعة أمام المؤامرات والغش والخداع على حساب القيم النبيلة المطلوبة من العدالة والأمانة.
بالإضافة إلى حب العمل والبذل وتقديم مصلحة المؤسسة على الأفراد؛ فيسوء جو العمل ويتراجع مستوى الأداء ويضعف إنتاج المؤسسة.
الصراع الخفي
في مثل هذه الظروف، يبرز صراع خفي في البداية، ثم لا يلبث أن يبرز للعلن ضد الكفاءات الحقيقية في شكل مؤامرات ودسائس تفرض نفسها على جو العمل؛ حتى تشكل يوميات المؤسسة.
ولتجنب هذه المشكلة، يجب التزام الأمانة والموضوعية من القيادة العليا، بأن تكون عملية اتخاذ القرارات جماعية وليست فردية، وأن يجري سير العمل وفق لوائح تحدد أسلوب وقواعد اختيار المسؤولين.
إلى جانب مدة عمل كل منهم وتوقيت مدة المسؤولية، ووضع معايير قياس وتوصيف وتقييم دقيقة للأفراد.
ووضع آلية اتصال مستمر بين القيادة والأفراد، واعتماد سياسة الحوار والتشاور، ووضع برامج توعية مهنية وثقافية خاصة لكافة الأفراد.
حلقات النقاش التخصصية
إنَّ إعداد حلقات النقاش التخصصية حول موضوعات محددة من الأدوات الإدارية لحل مشاكل العمل وتحديد أفضل سبل التعامل مع الأزمات وتجاوز العقبات الكبيرة؛ حيث تبين هذه الحلقات قدرات الأفراد ومدى قدرتهم على تولي المسؤولية.
كما أنها أحد أشكال العصف الذهني لأنها من المفروض أن تضم خبراء ومختصين يخرجون بوصايا عملية وورقة عمل محددة.
ومن البديهي في إعداد حلقات النقاش إعداد ورقة تحضيرية تتضمن: عنوان الحلقة، وأهدافها، وعناصر النقاش، والوزن النسبي لكل عنصر ووقته المحدد.
ويتم تحديد اسم الموظف المختص الذي سيتناول الموضوع بالبحث والعرض والتحليل وإبداء الرأي.
وهي أمور لن يجيدها سوى ذوي الكفاءة والخبرة الوظيفية والتجربة المهنية الطويلة وليس أهل الثقة.
مقالات ذات صلة:
صبحة بغورة تكتب.. عـالم المبيعات
المؤسسات الصغيرة وبعث النشاط الاقتصادي
التعليقات مغلقة.