تشهد كرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة؛ وذلك بفضل الدعم الكبير الذي تقدمه الحكومة والاتحاد السعودي لكرة القدم، وقد ساهم هذا الدعم في زيادة عدد الأندية واللاعبات، كما ساهم في تحسين مستوى اللعب، وزيادة الوعي المجتمعي بكرة القدم النسائية.
قد يعجبك.. اليوم.. انطلاق أول دوري نسائي للكرة الطائرة في السعودية
البداية
تم إنشاء الاتحاد السعودي لكرة القدم في عام 1956، وأصبح عضوًا في الاتحاد الدولي لكرة القدم في نفس العام. ومع ذلك، لم يتم تضمين كرة القدم النسائية في الأهداف المنسقة للاتحاد السعودي لكرة القدم حتى عام 2011، حيث كانت اللعبة مقتصرة آن ذاك على الشباب فقط.
وقبل ذلك تأسس نادي اتحاد الملوك لكرة القدم النسائية في عام 2006، ليكون أول نادٍ نسائي لكرة القدم في المملكة العربية السعودية.
وضعت إدارة النادي ضوابط وشروطًا خاصة للالتحاق، أهمها:
- الحصول على موافقة ولي أمر اللاعبة.
- دفع رسوم الاشتراك الشهرية البالغة 10 آلاف ريال.
- كما أن النادي يقبل عضوية أي فتاة من أي مدينة في المملكة، بشرط أن تكون مقيمة في مدينة جدة لحضور التدريبات الأسبوعية والمشاركة في المباريات.
وفي عام 2011، بدأت الجهود المكثفة لإنشاء برامج كرة قدم للسيدات في الجامعات السعودية. وقد تم الاستفادة من الخبرة الدولية في هذا المجال، بما في ذلك الاتحادات الوطنية في الولايات المتحدة وألمانيا والبرازيل والمملكة المتحدة.
2014 بداية حضور النساء لمباريات كرة القدم
وفي عام 2014 في إجراء يهدف إلى حضور النساء لمباريات كرة القدم في الملاعب السعودية، ناقشت جهات رياضية في اجتماعات مطولة إمكانية ذلك وفق ضوابط الشريعة الإسلامية والعادات والتقاليد.
ووضعت هذه الجهات 5 شروط للسماح للعنصر النسائي بدخول مباريات كرة القدم:
- أولا: أن يكون حضور النساء عائليًا وليس بشكل فردي.
- ثانيا: أن تجهز لهذه الأسر أماكن منفصلة.
- ثالثا: ألا تتعرض لأي نوع من أنواع الاختلاط مع الرجال في الملعب.
- رابعا: تخصيص مداخل ومخارج ومواقف سيارات منفصلة.
- خامسا: أن تتوافر خدمات للنساء كدورات المياه وغيرها.
في عام 2018 أصدرت الهيئة العامة للرياضة السعودية قرارها بالسماح للنساء بحضور المنافسات الرياضية السعودية.
بداية الإنطلاق
وفي 13 نوفمبر 2021، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن إقامة الدوري السعودي لكرة القدم للسيدات، الذي انطلق الموسم الأول منه في 22 نوفمبر 2021 بمشاركة 16 فريقا، وأقيمت مبارياته في ثلاث مدن سعودية، وهي الدمام والرياض وجدة.
الدعم الحكومي
والملاحظ أن الحكومة السعودية قدمت دعمًا كبيرًا لرياضة كرة القدم النسائية، وذلك من خلال إنشاء الاتحاد السعودي لكرة القدم النسائية في عام 2020. كما تم إنشاء أكاديميات لكرة القدم النسائية في جميع أنحاء المملكة، وتنظيم دورات تدريبية للمدربات والحكام.
دعم الاتحاد السعودي لكرة القدم
كما قدم الاتحاد السعودي لكرة القدم دعمًا كبيرًا لرياضة كرة القدم النسائية، وذلك من خلال إطلاق الدوري السعودي الممتاز لكرة القدم للسيدات في عام 2022. فيما ينظم الاتحاد العديد من البطولات والمسابقات لكرة القدم النسائية. ويوفر الدعم المادي والمعنوي للمنتخبات الوطنية.
حجم الاستثمارات
وقد بلغت الاستثمارات في مجال كرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية حوالي 50 مليون ريال سعودي في عام 2023. ويتوقع أن يرتفع هذا الحجم في السنوات المقبلة، وذلك بفضل الدعم الحكومي والمجتمعي المتزايد.
كما ساهم الدعم الحكومي والمجتمعي لرياضة كرة القدم النسائية في تحقيق العديد من النتائج، من أهمها:
- زيادة عدد الأندية واللاعبات: حيث ارتفع عدد الأندية النسائية في المملكة العربية السعودية من 10 أندية في عام 2020 إلى 25 ناديًا في عام 2023. كما ارتفع عدد اللاعبات من حوالي 1000 لاعبة إلى حوالي 5000 لاعبة في نفس الفترة.
- تحسين مستوى اللعب: شهد مستوى اللعب في كرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. ويعود ذلك إلى الدعم الحكومي والمجتمعي، بالإضافة إلى التدريب المكثف الذي تتلقاه اللاعبات.
- بالإضافة إلى زيادة الوعي المجتمعي: زاد الوعي المجتمعي بكرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة. ويرجع ذلك إلى الدعم الحكومي والمجتمعي، بالإضافة إلى النجاحات التي حققتها المنتخبات الوطنية.
منتخب السيدات يحتل المركز 171 عالميا
أشاد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالتقدم الذي أحرزته كرة القدم النسائية في السعودية، حيث دخل منتخب السيدات السعودي قائمة التصنيف العالمي للمرة الأولى في مارس الماضي، واحتل المركز 171.
كما يرى الفيفا أن السعودية نموذج يحتذى به لدول أخرى تعمل على تطوير كرة القدم النسائية، حيث يضم أحد الدوريات المحلية 50 ألف لاعبة بمشاركة 3600 مدرسة.
وحقق منتخب السيدات السعودي إنجازًا غير مسبوق في مارس الماضي، عندما دخل قائمة التصنيف العالمي للفيفا، ووضع نصب عينيه هدفًا طموحًا وهو التأهل لكأس العالم للسيدات.
بن بهيان: الكرة النسائية في السعودية تطورت كثيرا في الآونة الأخيرة
قالت عضو مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم المشرف العام على إدارة كرة القدم النسائية لمياء بن بهيان، إن الكرة النسائية في السعودية. شهدت قفزات كبيرة في الآونة الأخيرة، وذلك من خلال تطوير المسابقات المحلية ومراكز التدريب الإقليمية للفتيات، بما يساهم في اكتشاف مواهب جديدة تكون نواةً لمنتخب قوي خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأضافت: يسخّر الاتحاد السعودي كل الإمكانات لتطوير كرة القدم النسائية، خاصة أنها ضمن مرتكزات استراتيجية تحوّل كرة القدم السعودية التي تم إطلاقها العام الماضي.
بينما قال إبراهيم القاسم، الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم، إن بدء الدوري كان هدفًا منذ أن بدأنا العمل جنبًا إلى جنب مع الهيئات الحكومية.
وتابع: “لقد تحقق الحلم اليوم، فقد رأينا الفرحة بين النساء، ليس فقط من النساء”.
تعاقدت عالمية
بدأت أندية كرة القدم النسائية بالسعودية، في التعاقد مع اللاعبات الدوليات اللاتي يمتلكن الخبرة الدولية مع منتخباتهن الوطنية، لتدخل السعودية. مرحلة جديدة للكرة النسائية.
ومن أبرز التعاقدات التي تمت:
- نادي الاتحاد: تعاقد مع لاعبتين دوليتين شاركن مع منتخباتهن في مونديال 2023، وهما لاعبة الوسط المغربية سلمى أماني، القادمة من ميتز الفرنسي. والمدافعة النيجيرية أشلي بلمبتر، التي خاضت الموسم الماضي بالدوري الإنجليزي مع ليستر سيتي.
- نادي الشباب: تعاقد مع المهاجمة النيجيرية ريتا تشيكويلو، التي سبق لها اللعب مع منتخب بلادها في كأس العالم للسيدات 2007 بالصين. و2011 بألمانيا، وأولمبياد بكين 2008.
- كما تعاقد الشباب مع مهاجمة منتخب فنزويلا أوريانا ألتوف، التي سبق لها اللعب في الدوري الإسباني. مع رايو فاليكانو وريال بيتيس.
- نادي العلا: تعاقد من أندية دوري الدرجة الأولى للسيدات، مع لاعبتين دوليتين، وهما سلمى كابيتانوفيتش من البوسنة. وفاتيسا جيجولاي من كرواتيا.
التوصيات
وحتى يمكن تطوير كرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية، لا بد من اتخاذ الإجراءات التالية:
- زيادة الدعم الحكومي والمجتمعي: يُعد الدعم الحكومي والمجتمعي ضروريًا لاستمرار تطوير كرة القدم النسائية.
- توفير البنية التحتية المناسبة: تحتاج كرة القدم النسائية إلى توفير البنية التحتية المناسبة. مثل الملاعب والمرافق التدريبية.
- تشجيع الاستثمارات الخاصة: يمكن أن تساعد الاستثمارات الخاصة في تطوير كرة القدم النسائية من خلال توفير الموارد المالية والدعم اللازم.
فيما تشهد كرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة. ويعود ذلك إلى الدعم الحكومي والمجتمعي الكبير. بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم، ومن المتوقع أن يستمر هذا التطور في السنوات المقبلة. مما يسهم في تعزيز مكانة كرة القدم النسائية في المملكة العربية السعودية.
مقالات ذات صلة:
نفقات الميركاتو الشتوي 2022 تُسجّل رقمًا خياليًا
أكثر دوريات كرة القدم إنفاقًا 2023.. الدوري السعودي ينافس بقوة
التعليقات مغلقة.