“صناعة الخوص”.. تراث سعودي أصيل ضمن فعاليات “بيت حائل”

تتواصل فعاليات مهرجان “بيت حائل” في نسخته الرابعة، التي انطلقت في أجا بارك، يوم 28 يونيو الماضي وتستمر مدة 30 يومًا، تحت شعار “البيت بيتكم .. يا بعد حيّي”، وسط إقبال كبير من الزوار والسياح، في حين تضفي أجنحة صناعة الخوص التقليدية، طابعًا مميزًا يعكس جزءًا من التراث الثقافي للمنطقة.
بينما تسهم حرفة صناعة الخوص في إبراز مهارات وفنون الأجداد الذين استعانوا بها في حياتهم اليومية. بحسب وكالة الأنباء السعودية “واس”.
فيما تحدثت الحرفية “أم أشجان” عن مهنة صناعة الخوص، موضحة أنها مهنة تعتمد على سعف النخل كمادة خام أساسية. ثم يتم تحويل السعف إلى أدوات متعددة، مثل: الحقائب والحصير والمكانس وغيرها.
صناعة الخوص في بيت حائل
كما بينت خطوات العمل في مهنة صناعة الخوص التراثية كالتالي:
- تبدأ بقطع السعف وغسله وتجفيفه.
- ثم تجميعه في حزم تُنقع في الماء لتلين المادة.
- وبعدها يتم نسجه، وخياطته، وتحديد أطرافه مع إزالة الأشواك ليكون جاهزًا للتلوين وصناعة مختلف الأدوات.
علاوة على ذلك، لا تزال منتجات الخوص تحتفظ بشعبيتها وتعرض بالمحال والأسواق التقليدية بالمنطقة؛ حيث يعد استخدامها شائعًا بين بعض أهالي حائل، في مناسبات وأغراض متعددة، مما يؤكد مكانتها المستمرة في ثقافتهم اليومية.
سعف النخيل
كما تعتبر صناعة الخوص من أبرز الحِرف التقليدية التي تعتمد على استغلال ألياف النخيل، المعروفة بسعف النخيل، لتحويلها إلى منتجات عملية وجميلة. مثل: السلال، والحُصر، والأثاث، وغيرها. وما يميز هذه الحرفة هو ارتباطها بثقافة الاستدامة وحفاظها على البيئة؛ حيث تستند بالكامل إلى موارد طبيعية قابلة للتجدد.
مراحل صناعة الخوص تتضمن الآتي:
- جمع المواد الخام: يتم استخراج الخوص من أشجار النخيل بعناية ليكون جاهزًا للمعالجة.
- والتجفيف: يترك سعف النخيل تحت أشعة الشمس ليكتسب مرونة إضافية ويصبح أكثر قوة لتحمل عمليات النسج.
- إضافة إلى التليين: ينقع السعف في الماء لفترة مناسبة لجعله لينًا وسهل التشكيل خلال عمليات الحياكة اليدوية.
- النسج: تنفذ عملية نسج السعف يدويًا باستخدام مهارات وتقنيات مختلفة تحدد بناءً على نوع المنتج المراد تصميمه.
- التشطيب: يتم إنهاء المنتجات بتلميعها، تنظيفها، وإضافة الزخارف. بحسب الطلب أو الذوق الشخصي.
هذه المراحل المتكاملة تبرز كيف تحول مواد طبيعية بسيطة إلى أدوات عملية وجمالية بطريقة تقليدية تحافظ على الطابع التراثي وتسهم في حماية البيئة.
فعاليات بيت حائل 2025
انطلق، مهرجان بيت حائل 2025 “البيت بيتكم .. يا بعد حيي”، في نسخته الرابعة. 28 يونيو الماضي، بمنتزه أجا بارك بمدينة حائل.
علاوة على اهتمام مهرجان بيت حائل 2025 بالتالي:
- بالتراث والحرف الزراعية.
- إضافة إلى تخصيص أجنحة تعريفية بتراث منطقة حائل ومواقعها السياحية.
- كما تأتي هذه الجهود ضمن مساعي تعزيز الفعاليات النوعية التي تسهم في تطوير القطاعين السياحي والثقافي بالمنطقة.
- بينما يجسد المهرجان أهداف رؤية المملكة 2030، في الحفاظ على الهوية الوطنية وتنشيط الاقتصاد المحلي. وذلك عبر دعم الحرفيين والأسر المنتجة وحفظ التراث الثقافي وتعزيز مكانته كجزء أساس من الهوية الوطنية، بالتزامن مع عام “الحرف اليدوية” 2025.
وعلى مدار النسخ الثلاث الماضية، استمر مهرجان “بيت حائل” في تقديم تجربة ثقافية وسياحية وترفيهية مميزة، يعكس من خلالها عبق الماضي وأصالته إلى جانب الاحتفاء بالحرف اليدوية التي تبرز عمق الإرث التاريخي للمنطقة.
يشار إلى أن المهرجان يعد اليوم واحدًا من أهم الفعاليات الثقافية والتراثية الترفيهية. ويبرز هوية المجتمع المحلي وينقل تراث حائل بأفضل صورة من خلال أنشطة وعروض تفاعلية تمزج بين تقاليد الأصالة ومعطيات الحاضر. كما يحظى “بيت حائل” برعاية كريمة من أمير منطقة حائل، ومتابعة حثيثة من نائبه منذ انطلاقته الأولى.