أثار صفقة “ترامب بينانس” المحتملة، لإطلاق عملة مدعومة بالدولار، حالة من الجدل. بعد الكشف عن إجراء شركة “وورلد ليبرتي فاينانشيا” (World Liberty Financial)، المتخصصة في العملات المشفرة، والتابعة لعائلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. محادثات مع “بينانس هولدينغز”، أكبر منصة لتداول الأصول الرقمية في العالم. بهدف إبرام صفقة مازالت غامضة.
ويأتي ذلك بالتزامن مع إقرار مؤسس “بينانس هولدينغز“، “تشانغبنغ تشاو”، بالذنب في قضايا تتعلق بعدم الامتثال لقوانين مكافحة غسل الأموال. ما سمح لمجرمين وإرهابيين باستخدام المنصة، بحسب وزارة الخزانة الأمريكية.
إطلاق عملة مستقرة مدعومة بالدولار
ولا تزال تفاصيل صفقة “ترامب بينانس”، وما يجري بشأنها من محادثات، أمرا غامضا. حيث نقلت وكالة “بلومبيرج” عن مصدرين لها، داخل المنصة، قولهما، إن المناقشات تضمنت “إمكانية إطلاق عملة مستقرة مدعومة بالدولار”. وبالتعاون مع “وورلد ليبرتي”. التي بدأت عائلة ترامب الترويج لها منذ سبتمبر 2024. وتحصل على 75% من صافي إيراداتها، بحسب مستندات التأسيس.
صفقة ترامب بينانس
ووفق المصدرين ناقش ممثلو ترامب إمكانية شراء حصة في “بينانس يو إس”، الذراع الأمريكية للشركة، التي تعاني من تدقيق قانوني متزايد. منذ مغادرة “تشاو” لمنصبه كرئيس تنفيذي. في المقابل، نفى “تشاو”، عبر حسابه على منصة “إكس” إجراء أي محادثات حول هذا الأمر.
انتهاك قوانين مكافحة غسل الأموال
وأدين “تشاو” في 2023 بانتهاك قوانين مكافحة غسل الأموال. ما مكّن جهات وحركات “إرهابية” من استخدام “بينانس”، وفقًا لتقرير صادر من وزارة العدل الأميركية. لكن السلطات أفرجت عنه في سبتمبر 2024 بعد قضاء أربعة أشهر في السجن، فيما دفعت “بينانس” غرامة قدرها 4.3 مليار دولار. في إطار تسوية مع السلطات الأميركية.
عفو رئاسي من ترامب
كما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن “تشاو” يسعى للحصول على عفو رئاسي من ترامب. وأن ذلك قد يكون أحد بنود الصفقة الغامضة التي تشير التكهنات إلى أنها موضوع المحادثات الجارية.
وعقد في أبو ظبي بالإمارات، لقاء جمع بين “تشاو”، و”ستيف ويتكوف”، الشريك المؤسس لـ”وورلد ليبرتي”، على هامش مؤتمر “بتكوين مينا 2024”. لكن لم يعرف بعد هدف هذا اللقاء.
ويشغل “ويتكوف” حاليًا، منصب مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، ما يضيف بعدًا سياسيًا لهذه المحادثات.
علاقة مثيرة للجدل
وأثارت علاقة ترمب بالعملات المشفرة جدلا واسعا مؤخرا، خاصة بعدما وصف “بتكوين”، في 2021، بأنها عملية احتيال، قبل أن يعود لدعم قطاع العملات المشفرة. خلال حملته الانتخابية لعام 2024. متعهدًا بجعل الولايات المتحدة “عاصمة العملات المشفرة”.
كما بدأت “وورلد ليبرتي” العمل على إطلاق عملة مستقرة منذ أكتوبر 2024، في ظل توجه الكونغرس لتنظيم هذا المجال.
وتستمر التحقيقات في “بينانس” رغم التسويات المالية، إذ تواجه قضايا غسل أموال في فرنسا ونيجيريا، وفق تقارير إعلامية. وهو ما يجعل أي تحالف محتمل مع ترمب، موضع تدقيق مكثف من قبل الهيئات الرقابية.
التعليقات مغلقة.