زيادة الصادرات وقلة المساحات المنزرعة وراء قفزات أسعار البصل
غرفة القاهرة تؤيد وقف تصديره
ارتفع سعر طن البصل عالميًا بنسبة 100%؛ ليصل إلى 800 دولار، كما ارتفعت صادرات مصر من البصل بنسبة 95.9% خلال النصف الأول من العام الحالى.
قد يعجبك..السعودية تحقق اكتفاء ذاتي لأهم المنتجات الزراعية
واصلت أسعار البصل الارتفاع، حيث صعد سعر الكيلو مسجلًا 21 جنيهًا، مقابل 19 جنيهًا، وفقًا للموقع الإلكتروني لسوق العبور للجملة.
أسباب ارتفاع سعر البصل
وأرجع عدد من القائمين على زراعة وتجارة البصل ارتفاع الأسعار إلى قلة المساحات المنزرعة خلال الموسم الأخير، والاتجاه إلى زيادة تصدير البصل.
وصعدت قيمة صادرات مصر من البصل الطازج بنسبة 95.9% خلال النصف الأول من العام الحال، حيث بلغت 129.3 مليون دولار. مقابل 66 مليون دولار خلال نفس الفترة من العام السابق، بقيمة ارتفاع 63.3 مليون دولار. وفقاً لنشرة التجارة الخارجية الصادرة عن الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى بداية الشهر الجارى.
كما ارتفعت قيمة الصادرات المصرية من البصل الطارج خلال يونيو الماضى، بنسبة 35.6٪. حيث بلغت 24.9 مليون دولار، مقابل 18.4 مليون دولار لنفس الشهر من العام السابق، بقيمة ارتفاع بلغت 6.5 مليون دولار.
أزمة عالمية في البصل
بدوره، قال أحمد صبحى منصور، رئيس مجلس إدارة شركة السلام الدولية لتصدير الحاصلات الزراعية. إن هناك أزمة عالمية فى محصول البصل، أدت إلى زيادة الطلب الخارجى على إنتاج السوق المحلية. لافتاً إلى أن الطلب على البصل ارتفع بنسبة 100% تقريبا هذا العام.
كما أرجع منصور، زيادة حجم الطلب على المحصول المحلى إلى تراجع إنتاج أكبر الدول المنتجة للبصل. مثل الهند وبنجيلاديش، ما أدى إلى حدوث نقص فى المعروض العالمى. وارتفاع سعر الطن مسجلا 800 دولار مقابل 400 دولار العام الماضى.
وأشار إلى أن ارتفاع السعر العالمى بنسبة 100% أدى إلى زيادة الاتجاه للتصدير، متابعا:
لا يجوز الحديث حول منع تصدير البصل، ولكن يجب وضع ضوابط تنظم السوق المحلية.
ويرى أن ارتفاع أسعار البصل فى الأسواق المحلية إلى مستويات قد تتجاوز الـ30 جنيهاً للكيلو يرجع إلى تعدد الحلقات الوسيطة.
ووضع هامش ربح مبالغ به من قبل تاجر التجزئة:
قائلًا: سعر التجزئة بيزيد 12 جنيهًا على الأقل عن سعر الجملة، وهذا أمر يجب التحقيق فيه.
ولفت إلى أن هناك أزمة عالمية يجب الاستفادة منها، موضحاً أنه لأول مرة يأتى طلبات لشراء البصل من غرب أفريقيا وساحل العاج، بعد أن كانوا يلبوا احتياجاتهم من الهند ومن الأسواق الأوروبية.
كما أضاف أن ارتفاع أسعار البصل محلياً يرجع أيضا إلى تراجع المساحات المنزرعة فى الموسم الأخير بنسبة كبيرة جداً بسبب تعرض مزارعى البصل لخسائر فادحة خلال الثلاثة مواسم الأخيرة، متابعا: الكيلو كان يباع بأقل من تكلفة إنتاجه.
إقبال على زراعة البصل
وذكر أن هناك إقبالا كبيرًا على زراعة البصل خلال الموسم المنتظر، موضحاً أن زراعة وجه قبلى ستبدأ فى شهر أكتوبر المقبل، وهو ما يتم حصاده فى يناير بصل ذهبى «فصل فتيلة». ويتم تصديره للاتحاد الأوروبى، في حين يبدأ موسم زراعة البصل الأحمر فى نوفمبر، بوجه بحرى، ويحصد فى شهر مايو، متوقعاً زيادة الإنتاج بنسبة كبيرة جدا، لرغبة المزارعين فى الاستفادة من السعر المرتفع.
وقال: لابد من فتح أسواق تصديرية جديدة مع وضع ضوابط للسوق المحلية لضبط الأسعار وعدم استغلال المستهلك النهائى.
السعودية أكبر الدول المستوردة
بينما تم تصدير 525.1 ألف طن من البصل خلال الفترة من سبتمبر 2022، إلى مايو الماضى، بقيمة 178 مليون دولار. وجاءت السعودية على رأس الدول المستوردة بكمية بلغت 133.2 ألف طن، بـ33 مليون دولار.
وفى أغسطس الماضى، فرضت الهند، أكبر مصدر للبصل، رسوم تصدير بنسبة 40% على البصل حتى نهاية العام الحالى، فى محاولة لتوفير الخضراوات للسوق المحلية هناك.
وقف التصدير للحد من الأزمة
من جهة أخرى، يرى حاتم النجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية. أن جميع دول العالم، عندما تتعرض لأزمة فى سلعة معينة، تتوقف فورا عن تصديرها. متابعا: ما المانع من تفعيل مثل هذه الإجراءات لحماية السوق المحلية.
كما أشار نجيب إلى أن شعبة الخضراوات والفاكهة نادت بوقف تصدير البصل منذ عدة أشهر، قائلا: المحصول قليل جدا هذا العام، ولم يكن يتحمل خروج أى منه إلى التصدير.
ويرى أن الأمر يحتاج إلى اتخاذ إجراءات سريعة بوقف التصدير لحين هدوء السوق المحلية. بالإضافة إلى التوسع فى التصنيع الزراعى، لوجود بدائل عن المحاصيل الزراعية التى تتعرض لارتفاع شديد فى أسعارها.
وقال: إن ظاهرة التغير المناخى أثرت على المحاصيل الزراعية فى كل دول العالم، ما جعل كل دولة تغلق على منتجاتها، لافتاً إلى أنه يجب زيادة حملات الإرشاد الزراعى للفلاحين لإيجاد سبل تزيد من الإنتاجية الزراعية فى ظل التغيرات المناخية وتغطية احتياجات السوق المحلية.
ويذكر أن سعر البصل قد ارتفع خلال شهر أغسطس 2023، بنسبة 434% على أساس سنوى، وفقا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العام والإحصاء.
قلة المساحات المزروعة أحد اسباب الأزمة
وقال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن المساحات المزروعة من البصل خلال الموسم الماضى بلغت 150 ألف فدان بمتوسط إنتاجية 20 طنا لكل فدان، مقارنة بـ200 ألف فدان الموسم قبل الماضى.
وأضاف أن البصل خرج من عند الفلاح العام الجارى بسعر 6 جنيهات للكيلو مقابل 90 قرشا العام الماضى، بسبب تراجع المعروض، متسائلا: كيف يتجاوز سعر الجملة له الـ20 جنيها؟.
وتابع: زيادة الأسعار العالمية جعلت التجار يتجهون إلى زيادة التصدير بنسبة كبيرة، قائلا إن كمية الصادرات تجاوزت الـ500 ألف طن. مقابل 300 ألف طن سنويا رغم تراجع إنتاج المحصول المحلى.
كما أشار إلى أنه كان يجب وضع ضوابط تصديرية فى بداية العام، لمنع القفزات الهائلة التى حدثت فى السوق المحلية خلال الأشهر الأخيرة.
بينما توقع استمرار زيادة أسعار البصل حتى نهاية العام الجارى، لحين بدأ المحصول الجديد، لافتاً إلى أن هناك إقبالاً شديداً جداً على زراعة البصل الموسم الجارى بسبب ارتفاع الأسعار.
وقال: دائمًا ما نعانى من عشوائية الزراعة، هو ما يسبب أزمات للمحاصيل إما بتراجع السعر عن تكلفة الإنتاج أو بارتفاع شديد غير مبرر للأسعار، مطالباً بضرورة تفعيل الزراعة التعاقدية مع محصول البصل، لتنظيم المساحات المنزرعة وضمان سعر عادل للفلاح والمستهلك.
غرفة القاهرة تشيد بموافقة مجلس الوزراء بوقف تصدير البصل
ومن ناحية أخرى أشاد أيمن العشري رئيس غرفة القاهرة التجارية بموافقة مجلس الوزراء خلال اجتماعه اليوم بالغرفة. على إيقاف تصدير البصل لمدة ثلاثة أشهر، تنتهي آخر هذا العام، وذلك في إطار ضبط الأسعار في الأسواق.
كما قال رئيس غرفة القاهرة في بيان اليوم، إنه وفق تقرير شعبة الخضروات والفاكهة بالغرفة، ستؤدي موافقة مجلس الوزراء على وقف تصدير البصل إلى تراجع أسعاره خلال الفترة المقبلة، خاصة مع دخول العروات الإنتاجية الجديدة التي ستزيد من معروض البصل بالسوق، ومن ثم تحقيق مزيد من استقرار السوق في هذا القطاع الذي يمثل أهمية خاصة للمواطنين.
وأضاف أن شعبة الخضروات والفاكهة تتابع يومياً الحركة التجارية بسوق قطاعها، وترفع تقريراً إلى مجلس إدارة الغرفة بأخر المستجدات.
مقالات ذات صلة:
النسخة الأولى من مهرجان الفواكه في بلجرشي تجذب عشاق المنتجات الزراعية
التعليقات مغلقة.