رسوم “ترامب” الجمركية تشعل حرب التجارة العالمية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم أمس الأربعاء، في “يوم التحرير” فرض رسوم جمركية أساسية بنسبة 10% على الواردات من جميع الدول الأجنبية بينها عدد من الدول العربية. بالإضافة إلى فرض معدلات تعريفة أعلى على العشرات من الدول التي اعتبرتها الإدارة “أسوأ المخالفين”؛ ما يثير مخاوف بشأن احتمال تصاعد حروب تجارية أكثر اتساعًا.
وعرض “ترامب” خلال حديثه، رسمًا بيانيًا يوضح الإجراءات الضريبية التي تخطط الولايات المتحدة لاتخاذها. حيث أشار إلى أن البلاد ستفرض رسومًا جمركية تصل نسبتها إلى 34% على الواردات القادمة من الصين. بينما ستكون النسبة 20% على السلع المستوردة من دول الاتحاد الأوروبي. كذلك فإن كوريا الجنوبية ستواجه ضريبة بنسبة 25%. فيما ستُفرض ضريبة قدرها 24% على المنتجات القادمة من اليابان. أما تايوان، فسيتم تطبيق ضريبة بنسبة 32% على الواردات منها.
التجارة العالمية
فيما يؤدي هذا التطور بحسب “الشرق الأوسط”، إلى تغيير جذري في قواعد التجارة العالمية. ما يفتح الباب أمام حرب تجارية واسعة النطاق. في حين جاء إعلان “ترامب” عن الإجراءات جاء بعد إغلاق سوق الأسهم لتجنب أي تأثيرات سلبية فورية على الأسواق.
وكانت المؤشرات الرئيسية للأسهم قد شهدت تراجعًا حادًا في التداولات السابقة للإعلان. وسط موجة بيع مستمرة أفرزت خسائر تقدر بنحو خمسة تريليونات دولار منذ فبراير. يرجح أن هذه الأوضاع ستؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسعار الدولار واليورو والذهب. الذي يعتبر ملاذًا آمنًا للمستثمرين.
على صعيد آخر، استمرت يوم أمس اللهجة الحادة من شركاء الولايات المتحدة التجاريين، خاصة الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك؛ حيث أفادوا بأنهم سيواجهون الإجراءات برسوم مضادة وخطوات أخرى. ورغم ذلك. سعت بعض الدول إلى فتح باب التفاوض مع البيت الأبيض. من جهة أخرى. كشفت مصادر أن الصين بدأت في تنفيذ إجراءات تهدف إلى الحد من استثمارات شركاتها داخل الولايات المتحدة ضمن إستراتيجية لتعزيز موقعها في مفاوضات تجارية مقبلة مع إدارة “ترامب”.
الرسوم الانتقامية سيتم تطبيقها فورًا، في حين ستبدأ رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من السيارات اعتبارًا من اليوم الخميس الموافق الثالث من أبريل.
الرسوم الجمركية
فيما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسميًا مساء أمس الأربعاء. رسوم جمركية جديدة تتراوح نسبتها بين 10% و48% على الواردات الأمريكية من دول مختلفة.
وفقًا لتصريحات مستشاري الرئيس، يتوقع أن تحقق هذه الرسوم إيرادات تصل إلى 600 مليار دولار سنويًا. مع متوسط نسبة رسوم تقدر بـ 20% على كل السلع المستهدفة.
كما فرض “ترامب” تعريفات سابقة على واردات الصلب والألومنيوم. بالإضافة إلى ضريبة بنسبة 10% على قائمة واسعة من المنتجات الصينية بدءًا من فبراير الماضي. وفي الرابع من مارس، تم تطبيق تعريفات إضافية استهدفت بشكل خاص الواردات القادمة من كندا والمكسيك لنفس المواد.
وعلى صعيد آخر، أعلن “ترامب” يوم الخميس 27 مارس عن فرض رسوم قدرها 25% على السيارات وقطع الغيار المستوردة إلى الولايات المتحدة. فيما تبدأ هذه الرسوم بنسبة أولية تبلغ 2.5%، وهي النسبة الحالية، لتتصاعد تدريجيًا إلى 25% مع دخولها حيز التنفيذ في الثالث من أبريل المقبل.
أوروبا والصين
في إطار الردود الدولية على هذه الإجراءات. فرضت الصين رسومًا جمركية تراوحت بين 10% و15% على بضائع أمريكية متعددة اعتبارًا من 10 مارس. شملت نسبة 15% على سلع كالقمح والذرة والدواجن. و10% على اللحوم ومنتجات الألبان وفول الصويا.
كما اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات تصعيدية عبر توسيع نطاق الرسوم الانتقامية ضد السلع الأمريكية، فيما عزز من حدة الخلاف التجاري بين الاقتصاديات الكبرى.
كذلك هذا المشهد يشير إلى تعقيدات متزايدة في التجارة العالمية وتصاعد واضح للتوترات الاقتصادية على المستوى الدولي؛ ما يضع أسواق السلع أمام تحديات كبيرة.
التعليقات مغلقة.