منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

خاص| “ترامب” والعفو عن “روس أولبريخت”.. تأثير العملات المشفرة في السياسة الأمريكية

أثارت قضية “روس أولبريخت” جدلاً واسعًا حول مسؤوليته عن الجرائم التي ارتكبت عبر موقعه، ودور التكنولوجيا في تسهيل الأنشطة الإجرامية، خصوصًا بعد العفو الرئاسي الذي منحه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ حيث رأى البعض أنه قرار غير مبرر، في حين رأى آخرون أنه خطوة نحو إصلاح نظام العدالة الجنائية.

قصة “روس أولبريخت” معقدة تتقاطع فيها التكنولوجيا والجريمة والسياسة. أثرت هذه القصة في النقاش حول تنظيم الإنترنت، وتأثير العملات المشفرة، ومسؤولية الأفراد عن التكنولوجيات التي يخلقونها.

ميلاد وحياة سوق الظلام

في عام 2011، أطلق “راس أولبريخت”، وهو اسم مستعار لشاب أمريكي، منصة “سيلك رود” التي سرعان ما تحولت إلى سوق عالمية لبيع مختلف السلع والخدمات غير القانونية، بدءًا بالمخدرات والأسلحة ووصولًا إلى الهويات المزورة والوثائق السرية.

خلال عامين فقط، شهدت المنصة أكثر من 1.5 مليون صفقة مشبوهة، بلغت قيمة مبيعات المخدرات فيها نحو 183 مليون دولار.

المثير للدهشة أن هذا الموقع الإجرامي كان له دور حاسم في تغيير وجه الاقتصاد العالمي. فقد كانت “سيلك رود” أول من اعتمد عملة “بيتكوين” كوسيلة للدفع؛ بما ساهم بقوة في انتشار هذه العملة المشفرة وتحويلها إلى ثورة مالية عالمية.

 

خاص| ترامب والعفو عن روس أولبريخت .. تأثير العملات المشفرة في السياسة

القبض على العقل المدبر

في عام 2013، تمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) من تحديد هوية “روس أولبريخت” والقبض عليه في مكتبه العام بسان فرانسيسكو.

وجد أن وراء هذا الاسم المستعار شاب هادئ يتصفح الإنترنت، لم يكن يتوقع أن يتم القبض عليه بتهمة إدارة أكبر سوق سوداء في التاريخ.

حكم على “روس أولبريخت” بالسجن المؤبد مرتين، لكن المفاجأة كانت في تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. الذي أصدر عفوًا رئاسيًا عنه، بعد أن قدم مجتمع العملات المشفرة مبلغ 100 مليون دولار لدعم حملته الانتخابية.

قصة “سيلك رود” و”روس أولبريخت” تثير العديد من الأسئلة حول الأخلاقيات في عالم التكنولوجيا. ودور الحكومات في تنظيم الإنترنت، وحول تأثير العملات المشفرة على الاقتصاد العالمي. كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات في مكافحة الجريمة المنظمة في العصر الرقمي.

بينما تظل قصة “سيلك رود” واحدة من أبرز قصص الجريمة في العصر الرقمي، فهي تثير الجدل وتشجع على التفكير في العلاقة المعقدة بين التكنولوجيا والجريمة، وبين الابتكار والفساد.

اللواء محمد عبدالواحد
اللواء محمد عبدالواحد

موقف ترامب من العملات المشفرة

في هذا الشأن أوضح خبير الأمن القومي و العلاقات الدولية  أن الرئيس الأمريكي ترامب، أصدر العفو عن “أولبريخت” بعد وعد بالإفراج قد أصدره ترامب مسبقًا عن أولبريخت، وبالفعل نفذ وعده بعد وصوله إلى سدة الحكم.

واستكمل: “ترامب كان في البداية معارضًا للعملات المشفرة، واصفًا إياها بأنها عديمة الجدوى وأن الاستثمار فيها كارثة محتملة. لكن مع مرور الوقت، تغيرت آراؤه وبدأ هو وأولاده في المشاركة لدى أكبر شركات الأوراق المالية التي تتعامل في هذا المجال.

وعد “ترامب” بأن تكون الولايات المتحدة عاصمة العملات المشفرة على مستوى العالم، مخالفًا بذلك سياسات إدارة “بايدن” التي ترفض العملات المشفرة وتعتبرها ضارة بالاقتصاد الأمريكي.

تأثير العفو في العملات المشفرة

وقال “عبد الواحد”: “تلقت الأحزاب اليمينية تبرعات كبيرة من المتاجرين في العملات المشفرة بعد الإفراج عن أولبريخت. بما زاد من حماسة ترامب لدعم هذا القطاع. هذا القرار أثار انتباه الصين وروسيا ودول عديدة أخرى التي بدأت تهتم بهذا الموضوع”.

وأضاف “ومع ذلك، هناك مخاطر كبيرة تتعلق بالأمن السيبراني؛ حيث يمكن لعصابات الأمن السيبراني اختراق الحسابات والتلاعب بالعملات المشفرة”.

أشار اللواء محمد عبد الواحد، إلى أن العفو عن “أولبريخت” يعزز من سلطات الرئيس الأمريكي في الإفراج عن مجرمين؛ ما يكسر قواعد العدالة.

كما يمكن أن يوجه اتهامات لـ”ترامب” باستغلال سلطاته لتحقيق نجاحات لشركات عائلية يشارك فيها هو وأولاده. ورغم التفاؤل المبدئي، يجب متابعة آليات إدارة العملات المشفرة وأسعار التداول فيها بدقة، خاصة في المراحل الأولى.

وعلى الرغم من أن بعض الدول أوقفت التعامل بالعملات المشفرة أو جرمتها، تتعامل الولايات المتحدة معها بشكل كبير.

وتابع: يجب على المجتمع الدولي متابعة هذا النظام العالمي الجديد ومراقبة المخاطر المحتملة.

وأوضح أن تمكين العملات المشفرة قد يؤدي إلى ثورة مالية في عالم المال وسلاسل التوريد السيبراني، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر لضمان العدالة والأمان.

 

                                   الباحث الاقتصادي محمد محمود عبد الرحيم

 

وفي تصريحات خاصة لـ “الاقتصاد اليوم”، أكد الباحث الاقتصادي محمد محمود عبد الرحيم، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان داعمًا قويًا للتكنولوجيا والتحول الرقمي، بما في ذلك البيتكوين والعملات الرقمية والتجارة عبر الإنترنت.

تأتي هذه التصريحات في سياق الإفراج عن روس أولبريخت؛ مؤسس متجر “طريق الحرير” على الإنترنت الأسود، والذي كان قد حكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2015.

خلفية ترامب الاقتصادية

أوضح “عبد الرحيم” أن ترامب، قبل أن يكون رجل سياسة، كان رجل أعمال واقتصاد؛ ما يفسر دعمه القوي للتكنولوجيا والعملات الرقمية.

وأضاف: ترامب كان دائمًا يفكر بشكل اقتصادي ورأسمالي بحت، ويسعى لزيادة أرباحه حتى على حساب القيم السياسية أو الاجتماعية. وهذا النهج الاقتصادي يفسر قراراته التي تبدو أحيانًا غريبة أو غير متوقعة.

وأشار “عبد الرحيم” إلى أن قرار ترامب بالإفراج عن روس أولبريخت، يمكن تفسيره من خلال خلفيته الاقتصادية والتجارية.

أولبريخت كان قد أنشأ سوق “طريق الحرير” على الإنترنت الأسود، والذي كان مركزًا لتجارة الممنوعات مثل المخدرات والأسلحة وجوازات السفر المزورة وغسيل الأموال، وكان يتم التعامل فيه بعملة البيتكوين المشفرة. وتم القبض على أولبريخت عام 2013 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة في 2015.

دعم ترامب للعملات المشفرة

وأكد “عبد الرحيم” أن ترامب كان داعمًا قويًا للعملات الرقمية، رغم أنه في البداية كان معارضًا لها واصفًا إياها بأنها هباء والاستثمار فيها كارثة محتملة. لكن مع مرور الوقت، تغيرت آراؤه وبدأ هو وأولاده في المشاركة في أكبر شركات الأوراق المالية التي تتعامل في هذا المجال.

كما أكد الباحث الاقتصادي أن الأسواق العالمية، وخاصة الأمريكية، شهدت حالة من عدم الاستقرار بعد انتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقال: هذه الحالة انعكست بوضوح على مؤشرات البورصة الأمريكية والعملات الرقمية مثل البيتكوين.

وفي هذا التقرير، نستعرض تأثير انتخاب ترامب في الأسواق المالية والسياسات الاقتصادية المتوقعة.

حالة عدم الاستقرار في الأسواق المالية

كما أوضح “عبد الرحيم” أن الأسواق العالمية والأمريكية تحديدًا شهدت تفاوتًا وعدم استقرار منذ انتخاب ترامب في 20 يناير.

وتوقع العديد من المحللين أن تشهد البورصة الأمريكية تصاعدًا بعد انتخاب ترامب، لكن هذا لم يحدث حتى الآن. فمؤشرات البورصة الأمريكية الرئيسة لم تظهر نتائج واضحة بعد، ما يعكس حالة من عدم الاستقرار.

وكانت توقعات كبيرة بأن تشهد العملات الرقمية مثل البيتكوين طفرة كبيرة بعد انتخاب ترامب. قد تصل إلى 125 ألف دولار، و150 ألف دولار، وحتى 160 ألف دولار.

لكن هذه التوقعات لم تتحقق حتى الآن. “عبدالرحيم” أشار إلى أن الوقت ما زال مبكرًا للحكم المنطقي والموضوعي على تأثير سياسات ترامب الاقتصادية والسياسية على العملات الرقمية.

ومن ناحية أخرى، أشار “عبد الرحيم” إلى أن سياسات ترامب الاقتصادية والسياسية لم تتضح بعد بالكامل. فترامب يتحدث عن سياسات تبدو غير منطقية وقد تجر العالم إلى حرب عالمية ثالثة، مثل رغبته في السيطرة على كندا وجرينلاند.

ولفت إلى أن هذه التصريحات تثير قلق القوى الإقليمية والعالمية الأخرى. ما قد يؤدي إلى سيطرة الصين على تايوان، وروسيا على أوكرانيا. وحتى إسرائيل على مزيد من الأراضي العربية.

 

 

العملات المشفرة ثورة مالية

تظل قصة “سيلك رود” و”روس أولبريخت” واحدة من أبرز قصص الجريمة في العصر الرقمي.

وتثار العديد من الأسئلة حول أخلاقيات عالم التكنولوجيا ودور الحكومات في تنظيم الإنترنت. كما تسلط الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات في مكافحة الجريمة المنظمة في العصر الرقمي.

من جهة أخرى، يعكس دعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للعملات المشفرة والتكنولوجيا الرقمية توجهًا اقتصاديًا رأسماليًا بحتًا. حيث يسعى لزيادة الأرباح حتى على حساب القيم السياسية أو الاجتماعية. هذا النهج أثار جدلًا واسعًا وأدى إلى حالة من عدم الاستقرار في الأسواق المالية والعملات الرقمية.

وتتزايد المخاطر المتعلقة بالأمن السيبراني والتلاعب بالعملات المشفرة. يجب على المجتمع الدولي متابعة هذا النظام العالمي الجديد ومراقبة المخاطر المحتملة. وتمكين العملات المشفرة قد يؤدي إلى ثورة مالية في عالم المال وسلاسل التوريد السيبراني، ولكن يجب أن يتم ذلك بحذر لضمان العدالة والأمان.

في النهاية، تظل العلاقة المعقدة بين التكنولوجيا والجريمة، والابتكار والفساد، موضوعًا يستحق المزيد من البحث والنقاش لضمان تحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي والعدالة الاجتماعية.

 

كتبت: يارا زيدان

الرابط المختصر :
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.