منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

ما أهمية “المهارات الخضراء” لتمكين قطاع الهندسة الكهربائية والميكانيكية؟

تعد الميكانيكا والكهرباء والسباكة (MEP) جزءًا مهمًا من صناعة البناء والتشييد، وغالبًا ما يشار إليها بأنها العمود الفقري لعمليات البناء. ووفقًا لتقارير القطاع بلغت قيمة سوق خدمات MEP العالمية 50.26 مليار دولار في عام 2022. ومن المتوقع أن تصل إلى ما يقدر بـ 138.90 مليار دولار بحلول نهاية عام 2032.

علاوة على ذلك، وحسب تحليل صادر عن شركة RationalStat، من المرجح أن ينمو سوق الهندسة الكهربائية والميكانيكية في الشرق الأوسط بنسبة 25 بالمائة تقريبًا من عام 2022 إلى عام 2028.

أهمية المهارات الخضراء

فيما يعد عمال الهندسة الكهربائية والميكانيكية ضروريين لضمان أن الهياكل فعالة وآمنة ومريحة للاستخدام اليومي. وعلى الرغم من أهميتها تواجه صناعة الهندسة الكهربائية والميكانيكية العديد من التحديات التي تتطلب اعتماد تقنيات جديدة وممارسات مبتكرة وإعداد القوى العاملة المستقبلية لتلبية المتطلبات المتطورة.

بينما يشمل ذلك: تزويد العمال بالمهارات الخضراء الضرورية للبناء المستدام والتأكد من قدرتهم على التكيف مع التطورات في تقنيات البناء. وتعد معالجة هذه التحديات أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على نمو الصناعة واستدامتها في المستقبل.

تحقيق الاستدامة

في حين تعاني صناعة الهندسة الكهربائية والميكانيكية من نقص في العمال المهرة، خاصة أولئك الذين لديهم خبرة في الممارسات الخضراء والمستدامة. وتشكل هذه الفجوة في المهارات عائقًا رئيسيًا؛ ما يعوق تمكّن القطاع من تلبية الطلب على الحلول الموفرة للطاقة. ويتفاقم الوضع بسبب نقص المهنيين الشباب الذين يدخلون هذا المجال، وهذا يؤدي إلى التأخير وزيادة النفقات؛ حيث تواجه الشركات تحديًا للعثور على المواهب المؤهلة.

وأصبحت معالجة النقص في مهارات الهندسة الكهربائية والميكانيكية الخضراء أولوية ملحة في الضغط العالمي نحو تحقيق أهداف الاستدامة. ومع سعي الحكومات والصناعات جاهدة لتحقيق الأهداف البيئية الطموحة يواجه قطاع الميكانيكا والكهرباء والسباكة (MEP) طلبًا متزايدًا على المهنيين المدربين على الممارسات الخضراء.

إضافة إلى ذلك سلط النمو السريع لشهادات المباني الخضراء، مثل: LEED، الضوء على الحاجة إلى مهارات متخصصة في التصاميم الموفرة للطاقة، وتكامل الطاقة المتجددة، وتقنيات الحفاظ على المياه

ومع ذلك يواجه هذا الطلب فجوة كبيرة في المهارات التي تهدد بإبطاء تطوير إنشاء أنظمة بناء مستدامة تتسم بالكفاءة في استخدام الطاقة. فالمسألة معقدة، وتتأثر بالنمو السريع للصناعة، والمناهج الدراسية التي عفا عليها الزمن، ونقص الوعي، والتحديات المرتبطة بتحسين مهارات القوى العاملة الحالية.

وغالبًا ما تفشل برامج التدريب على الهندسة الكهربائية والميكانيكية التقليدية في تلبية هذه الاحتياجات المتطورة، مع التركيز بدلًا من ذلك على الممارسات التقليدية والتي عفا عليها الزمن في بعض الأحيان. ولا يزال العديد من المهنيين الشباب الذين يدخلون مجال الهندسة الكهربائية والميكانيكية غير مدركين للفرص المربحة والمؤثرة في القطاع الأخضر؛ ما يؤدي إلى انخفاض معدلات الالتحاق بالبرامج المتخصصة.

وبالنسبة للمهنيين الحاليين يتطلب الانتقال إلى الممارسات الخضراء إعادة تدريب كبيرة، والتي غالبًا ما تقابل بمقاومة أو عوائق لوجستية.

بينما إحدى الاستراتيجيات الأكثر فاعلية لتحسين مهارات القوى العاملة في الهندسة الكهربائية والميكانيكية المستقبلية هي تحديث مناهج التدريب لتشمل وحدات شاملة حول أنظمة الطاقة المتجددة وتقنيات البناء الذكية ومبادئ التصميم التي تركز على الاستدامة.

أهمية التدريب العملي 

كما يعد التدريب العملي ضروريًا بنفس القدر؛ ما يسمح للمحترفين باكتساب الخبرة باستخدام أدوات، مثل: برامج نمذجة الطاقة والتركيبات في الموقع. ومن الممكن أن يساعد التعاون بين الحكومات والمؤسسات التعليمية وقادة الصناعة في تحديد فجوات محددة بالمهارات وتصميم مبادرات تدريبية مستهدفة. ومن الممكن أن تشجع الشراكات بين القطاعين العام والخاص، المدعومة بحوافز، مثل: المنح والإعفاءات الضريبية، الشركات على الاستثمار في برامج تدريب الموظفين.

فيما تعتبر برامج تحسين المهارات وإعادة صقلها على نفس القدر من الأهمية لتزويد القوى العاملة الحالية. بالمعرفة والأدوات اللازمة لممارسات الهندسة الكهربائية والميكانيكية الخضراء. ويجب على أصحاب العمل إعطاء الأولوية للتطوير المهني المستمر؛ من خلال تقديم ورش العمل والشهادات والدورات عبر الإنترنت.

 

إن توفير أوراق اعتماد معترف بها في الصناعة يمكن أن يحفز المهنيين لمواصلة الاطلاع على أحدث التقنيات والمعايير. بالإضافة إلى ذلك يمكن للتعاون العالمي في تبادل المعرفة والتدريب أن يسرّع عملية تنمية المهارات. خاصة بالمناطق التي تواجه تحديًا فى تبني تقنيات البناء المستدامة.

كذلك يؤدي المعلمون والمؤسسات الأكاديمية دورًا حاسمًا في معالجة نقص مهارات الهندسة الكهربائية والميكانيكية الخضراء. ومن خلال تطوير درجات علمية متخصصة وبرامج الدبلومات التي تركز على الهندسة الكهربائية. والميكانيكية الخضراء يمكنهم إعداد القوى العاملة لمواجهة التحديات المستقبلية. وأيضًا تعالج دورات الشهادات قصيرة المدى المصممة خصيصًا للمهنيين العاملين الفجوات الفورية في المهارات.

وتضمن الشراكة مع الجهات الفاعلة في الصناعة أن تظل المناهج الأكاديمية ذات صلة ومتوافقة مع احتياجات العالم الحقيقي.  وتعزز مبادرات، مثل: محاضرات الضيوف والتدريب الداخلي والمشاريع التعاونية، تجربة التعلم والابتكار. ويمكن لأنشطة البحث والتطوير داخل المؤسسات الأكاديمية أن تدفع عجلة التقدم. في تقنيات الهندسة الكهربائية والميكانيكية الخضراء، وتشجع الطلاب على استكشاف المشاريع التي تركز على الاستدامة والتي تلهم الابتكار.

وهناك جانب مهم كذلك وهو جعل التعليم الأخضر في مجال الهندسة الكهربائية والميكانيكية سهل المنال وشاملًا. ومن الممكن أن تصل خيارات التعلم المرنة، مثل: الدورات التدريبية عبر الإنترنت. إلى جمهور أوسع، في حين يمكن للمنح الدراسية وبرامج المساعدات المالية أن تدعم الطلاب في متابعة التدريب المتخصص.

كيفية معالجة النقص في المهارات الخضراء

كما يجب على المعلمين تعزيز الفرص الوظيفية داخل قطاع الهندسة الكهربائية والميكانيكية الخضراء. من خلال الحملات ومعارض التوظيف وبرامج التوجيه لرفع مستوى الوعي حول إمكانات هذا المجال.

بينما تتطلب معالجة النقص في مهارات الهندسة الكهربائية والميكانيكية الخضراء اتباع نهج متكامل. يتضمن: التعليم والتعاون الصناعي والتطوير المهني المستمر. ويمكن للقطاع التغلب على الفجوة القائمة وتعزيز القوى العاملة القادرة على قيادة الممارسات المستدامة. عبر تحديث المناهج الدراسية، وإعطاء الأولوية لتحسين المهارات، وزيادة الوعي.

في حين يقع المعلمون في قلب هذا التحول؛ حيث يتولون إعداد الأفراد بالمعرفة والمهارات العملية اللازمة. للتفوق في وظائف الهندسة الكهربائية والميكانيكية الخضراء. ومن خلال هذه الجهود المشتركة يتم تحقيق مستقبل البناء المستدام. واتباع الممارسات الموفرة للطاقة؛ ما يساهم في عالم أكثر خضرة واستدامة.

 

الدكتور: حسام شودري؛ أستاذ مشارك بجامعة “هيريوت وات”، دبي

الرابط المختصر :
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.