تفضيلات المراهقين في استخدام منصات التواصل الاجتماعي

أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب والمراهقين حول العالم. ومع انتشارها تتغير تفضيلات المراهقين باستمرار بين مختلف التطبيقات والوسائل.
وبالرجوع لأحدث الإحصائيات المتعلقة باستخدام المراهقين لمنصات التواصل الاجتماعي، والتركيز على التغييرات الملحوظة في العامين الماضيين. نجد تفاوتًا في معدلات استخدام منصات التواصل الاجتماعي لدى المراهقين.
“يوتيوب” و”تيك توك” في صدارة منصات التواصل الاجتماعي لدى المراهقين
يأتي “يوتيوب” في الصدارة بنسبة استخدام تبلغ 90%؛ ما يجعله الأكثر شعبية بين المراهقين.
فيما يعكس هذا الارتفاع شهية المراهقين الكبيرة للمحتوى المرئي الذي يقدمه اليوتيوب. سواءً كان ذلك من خلال مقاطع الفيديو الموسيقية، أو البرامج التعليمية، أو المحتوى الترفيهي.
جدير بالذكر أن هذه النسبة انخفضت مقارنة بعام 2022 حيث كانت تبلغ 95%.
وفي المركز الثاني يحل تيك توك بنسبة استخدام تصل إلى 63%. ورغم أن هذه المنصة أصبحت ظاهرة عالمية في السنوات الأخيرة إلا أن الاستخدام بين المراهقين انخفض قليلًا من 67% في عام 2022.
ويظهر تيك توك كواحد من أكثر التطبيقات تفاعلًا وجذبًا للشباب بفضل مقاطع الفيديو القصيرة والمحتوى الترفيهي السريع.
“إنستجرام” يحافظ على ثباته
من ناحية أخرى نجد أن إنستجرام ظل ثابتًا بنسبة استخدام تبلغ 61%. ويبدو أن التطبيق لا يزال يحتفظ بجاذبيته بين المراهقين الذين يعتمدون عليه لمشاركة الصور والفيديوهات، بالإضافة إلى متابعة المؤثرين والمشاهير.
منصات شهدت انخفاضات حادة
أما سناب شات فشهد انخفاضًا في نسبة الاستخدام من 59% إلى 55%. هذا التراجع يوضح تحول تفضيلات المستخدمين نحو تطبيقات أخرى، أو تغيرًا في طبيعة استخدام المنصة.
علاوة على أن منصات، مثل: فيسبوك وتويتر، شهدت تراجعًا ملحوظًا في نسب الاستخدام بين المراهقين. حيث يستخدم فيسبوك الآن بنسبة 32% فقط من المراهقين، بينما انخفضت نسبة استخدام تويتر إلى 14%.
بينما قد يكون السبب في ذلك هو شعور المراهقين بأن هذه المنصات أصبحت موجهة أكثر للبالغين ولا تلبي احتياجاتهم الحالية.
تليجرام أيضًا، رغم أنه يوفر العديد من المزايا المتعلقة بالخصوصية والأمان، إلا أن نسبة استخدامه بين المراهقين لم تتجاوز 6%. ربما يكون السبب في ذلك هو التفضيل للتطبيقات الأكثر تفاعلًا واجتماعية، مثل: تيك توك ويوتيوب.

المراهقون يفضلون منصات التواصل الاجتماعي ذات المحتوى المرئي
يظهر من هذه الإحصائيات أن المراهقين يعتمدون بشكل كبير على المحتوى المرئي والترفيهي. ويوحى ذلك بأن المنصات التي تقدم هذا النوع من المحتوى هي الأكثر نجاحًا في جذب واستمرار المراهقين. وتيك توك ويوتيوب هما أبرز الأمثلة على ذلك؛ حيث يتمتعان بشعبية واسعة بين هذه الفئة العمرية.
في المقابل تواجه منصات، مثل: فيسبوك وتويتر، تحديات كبيرة في جذب المراهقين، ربما بسبب طبيعة المحتوى الأكثر جدية والموجهة للبالغين. وقد تحتاج هذه المنصات إلى إعادة التفكير في إستراتيجياتها لجذب المستخدمين الشباب إذا ما أرادت الحفاظ على حصتها السوقية في المستقبل.
ويعكس تراجع استخدام سناب شات تحولًا في تفضيلات المراهقين نحو منصات أخرى. وقد يكون هذا التراجع مؤشرًا على ضرورة تحسين تجربة المستخدم. أو تقديم مزايا جديدة تضمن بقاء المستخدمين على المنصة.
بينما يظهر ذلك لنا أن المراهقين اليوم يتجهون نحو المنصات التي تقدم لهم تفاعلًا فوريًا ومحتوى ترفيهيًا متجددًا. في حين أن الحفاظ على جاذبية المنصة يتطلب متابعة مستمرة للتغييرات في تفضيلات هذه الفئة العمرية وتقديم محتوى يتناسب مع احتياجاتهم وتوقعاتهم.
التعليقات مغلقة.