المملكة تحتل مكانة عالمية على طريق إجراءات أمن البيانات بدعم رؤية 2030
51.82 تريليون ريال فاتورة الجرائم الإلكترونية بحلول 2028
مع توجه المملكة الحثيث والطموح نحو التحول في إطار رؤية 2030، بات من المهم بالنسبة لها تعزيز قدرتها على التكيف، ومواجهة الصعوبات، وتحقيق التقدم في عالم سريع التغير وحافل بالتحديات في جميع المجالات.
تنويع القاعدة الاقتصادية
وفي تصريح سابق لوسائل الاعلام وفي تعبيره عن هذا التوجه الذي تقوده المملكة، أشار المهندس خالد الفالح، وزير الاستثمار بقوله: “إن المملكة تمر بمرحلة من التحولات العميقة على صعيد تنويع القاعدة الاقتصادية وتحديث المجتمع؛ ولتحقيق هذه التحولات. يجب علينا تعزيز ثقافة المرونة؛ لتكون لدينا القدرة على استيعاب الأزمات والتعافي منها بسرعة والاستمرار في مسيرتنا ونحن أقوى من السابق”.
فاتورة الجرائم الإلكترونية العالمية
وتشير التقديرات الصادرة عن مؤسسة “ستاتيستا” الألمانية بأنه يتوقع للتكلفة المترتبة على الجرائم الإلكترونية عالميًا أن تزيد من 34.3 تريليون ريال سعودي العام الجاري 51.82 تريليون ريال سعودي في عام 2028.
وتعرف الجرائم الإلكترونية عادة بأنها ” العمل العمدي المنصب على الاحتيال بغرض إتلاف وقرصنة الأنظمة والبيانات المالية والشخصية وحقوق الملكية الفكرية. والحط من مستوى الإنتاجية والسير الطبيعي للأعمال التجارية والتحقيقات الجنائية والقدرة على استعادة البيانات والأنظمة بعد قرصنتها”.
عمليات القرصنة باتت أكثر ضررًا وتعقيدًا
وباتت عمليات القرصنة الإلكترونية أكثر تعقيدًا وضررًا من أي وقت مضى بالبنية التحتية الرقمية والبيانات والمعلومات الحساسة والعمليات التجارية والصناعية المختلفة ومن هنا. فإن الإجراءات التقليدية المنصبة على الحماية من تلك العمليات – والمقتصرة على الدفاع فقط – لم تعد كافية لمجابهتها والوقوف في وجهها. وخاصة مع تزايد التحديات التي باتت تشكل هاجسًا للشركات الساعية نحو التحول الرقمي.
تطور أجهزة الاتصال والهجمات الإلكترونية
وأيضا بسبب تطور أجهزة الاتصال والهجمات الإلكترونية بشكل غير مسبوق، الأمر الذي خلق حاجة لنوع من الأمن الإلكتروني فائق المرونة وقادر على التعامل مع تلك الهجمات.
الأمن الإلكتروني الفائق المرونة
والأمن الإلكتروني الفائق المرونة يقصد به ذلك المفهوم المنصب على بناء أنظمة وشبكات رقمية فائقة المرونة وقادرة ليس فقط على التصدي للتهديدات الإلكترونية والتعافي منها، بل إسباغ المزيد من القوة والكفاءة على الأنظمة المعنية بالتصدي لمثل تلك التهديدات.
كشف التهديدات الإلكترونية
وعلى عكس إجراءات أمن البيانات التقليدية السابقة المصممة أساسًا للدفاع. فإن أسلوب أمن البيانات الفائق المرونة يقوم على الرقابة المستمرة وكشف التهديدات الإلكترونية في الزمن الحقيقي لمنع حدوثها من الأساس. أو التعافي السريع منها إن هي وقعت.
تقنيات الذكاء الاصطناعي
ويأتي ذلك باستعمال تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة التي تفيد في التعلم من الحوادث السابقة وتحسين الدفاعات الإلكترونية والأتمتة بهدف التنبؤ بالتهديدات الإلكترونية والتصدي لها بفعالية أكبر.
أمن البيانات الفائق المرونة
من الأساليب المندرجة في إطار أمن البيانات الفائق المرونة تقنية المعلومات والتقنية العملياتية وإنترنت الأشياء وإنترنت الأشياء الصناعي، وهي أساليب نجحت في ابتكار مبدأ شامل لحماية جميع عناصر البنية التحتية الرقمية لأية شركة أو مؤسسة أو حكومة.
إنترنت الأشياء الصناعي والأنظمة السحابية
ومع التطور الكبير الذي طرأ على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء الصناعي والأنظمة السحابية المهجنة، فقد باتت هناك حاجة لدى المملكة للاستعانة بها نظرا للتحديات التي تواجهها على صعيد أمن البيانات، والحاجة للعمل وفق إجراءات أمن معلومات أكثر مرونة لحماية البنية التحتية الرقمية لجميع القطاعات الاقتصادية لديها من خطر التهديدات الإلكترونية.
نجاح رؤية 2030
نجحت المملكة بفضل رؤية 2030 وما انبثق عنها من مبادرات تتعلق بأمن المعلومات؛ كإنشاء المركز الوطني للأمن السيبراني، في أن تصبح في مقدمة الدول الرائدة في مجال أمن المعلومات؛ ما مكنها من تعزيز جاهزيتها الرقمية والأمنية لحماية اقتصادها وبنيتها الرقمية السريعة التطور.
وهو الأمر الذي أهلها لأن تغدو الدولة الأولى عالميًا على مؤشر أمن المعلومات. والثانية عالميًا على مؤشر التحول الرقمي ومؤشر التطور التقني والتطبيقات. وذلك وفقًا للتقرير الوارد في الكتاب السنوي للتنافسية الدولية الصادر هذا العام عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية.
المنصات الرقمية أهم معالم التطور الرقمي في السعودية
ومن أبرز معالم التطور الرقمي في المملكة هو ظهور العديد من المنصات الرقمية مثل “أبشر” و”قوى” و”نسق” وغيرها من المنصات الأخرى، والتي ساهمت في تحسين جودة الحياة والخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين على السواء. مع وجود خطط لدى المملكة لزيادة مساهمة القطاع الرقمي في الناتج الوطني الإجمالي من 5.48 بالمائة في عام 2021 إلى 19 بالمائة بحلول عام 2030.
وفي السياق ذاته، أوضح سمير عمر، كبير استشاري أمن المعلومات والرئيس التنفيذي لشركة فيرتوبورت أن التهديدات الإلكترونية التي تتطور باستمرار في عالمنا اليوم.
مروتة أمن البيانات
وشدد كبير استشاري أمن المعلومات على أن الأمر بات يتطلب مرونة على صعيد أمن البيانات. مرونة لا تعنى فقط بالدفاع. بل تضمن التفاعل والتكيف والابتكار واستباق الأحداث قبل وقوعها مع جعل العاملين في المجال الرقمي في الخطوط الدفاعية الأولى. وهذه دعوة للجميع للانضمام لنا لاكتشاف مفهوم أمن البيانات المرن الذي لا يقتصر على كونه حاميًا للبيانات؛ بل ميزة استراتيجية تعزز مستقبل القطاع الرقمي للمملكة. ”
أمن المعلومات لدول الشرق الأوسط
ويُعد مؤتمر شركة فيرتوبورت حول أمن المعلومات لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعام 2024 برز كمنصة ومنتدى عالمي للتصدي للتهديدات المحدقة بأمن البيانات عالميا. والمؤتمر بنسخته الثانية عشرة الآن سوف يستضيف العديد من ممثلي الشركات العالمية؛ مثل:
– شركة سلام وشركة سيايبرنايت.
– شركة سايبر بوليجون.
– صناع القرار والخبراء في مجال الأمن السيبراني.
وذلك لمناقشة آخر التحديات والحلول المتعلقة بحماية المؤسسات والشركات من أي خطر مستقبلي.
أمن المعلومات في السعودية
ويرى أفيناش أدفاني، الرئيس التنفيذي لشركة سايبرنايت أن ” المؤتمر يلعب دورًا أساسيًا في بناء قدرات المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بأمن المعلومات. كما أنه يشكل حجر الزاوية في سبيل تعزيز التطوير والتعاون بين المهتمين بهذا المجال.
أمن المعلومات في المنطقة العربية
وبالنسبة لشركة سايبرنايت فإن مثل هذا الحدث الهام يعد منصة ذات قيمة كبيرة لتسليط الضوء على مدى التزامنا بتطوير قطاع أمن المعلومات في المنطقة العربية؛ لأنه يسمح لنا بالتشارك مع العديد من الجهات والأطراف الفاعلة في هذا المجال الحيوي.
بناء مستقبل رقمي آمن
علاوة على طرح الحلول المبتكرة والمساهمة في رؤية المملكة 2030 فيما يتعلق ببناء مستقبل رقمي آمن.
كما أن مشاركتنا في هذا المؤتمر توضح أهمية مثل هذه اللقاءات في تبادل المعرفة وبناء العلاقات وتعزيز وسائل الدفاع أمام التهديدات الإلكترونية.. وبالتالي السير بالمنطقة نحو مرونة أكبر على صعيد أمن المعلومات”.
إطار شامل لأمن البيانات
ومن المنتظر أن يركز المؤتمر على إنشاء إطار شامل حول أمن البيانات يعزز من نقاط القوة والقدرات لدى كل من القطاع العام والخاص والحكومي والشركاء الدوليين.
علاوة على تشجيع الشراكات بين القطاعات المختلفة واللاعبين الكبار لخلق بيئة رقمية أكثر مرونة وقدرة على مجابهة التحديات المتسارعة.
التعليقات مغلقة.