منصة إعلامية عربية متخصصة فاعلة في مجال الاقتصاد بروافده المتعددة؛ بهدف نشر الثقافة الاقتصادية، وتقديم المعلومات والمصادر المعرفية السليمة التي تسهم في نشر الوعي الاقتصادي، ومساعدة أصحاب القرار في اتخاذ القرارات الصائبة التي تقود الاقتصاد نحو تنمية فاعلة ومستدامة.

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

بورصة أبو ظبي | فوتسي

الأسهم الأمريكية | ناسداك

الرابط المختصر :

الطاقة في مهب الريح.. أزمة الديزل تهدد استقرار أوروبا

تلفظ القارة العجوز صرخة مدوية في وجه أزمة طاقة جديدة، بطلها هذه المرة وقود لا غنى عنه، ألا وهو الديزل. فبين ضغوط الصيانة الموسمية للمصافي، واختلالات سلاسل التوريد الناجمة عن اضطرابات البحر الأحمر، وغيوم التوتر الجيوسياسي الملبدة، تواجه أوروبا خطر نقصٍ يهدد استقرارها الاقتصادي.

 

 

قد يعجبك..أزمة البحر الأحمر تدفع أسعار الديزل في أوروبا إلى مستويات قياسية

 

الديزل.. شريان الحياة المهدد

 

يعد الديزل شريان الحياة لاقتصاد أوروبا، فهو يشغل محركات النقل البري والزراعي والبناء، ويشكل عنصرًا أساسيًا في توليد الطاقة. ولذلك، فإن أي نقصٍ في إمداداته يهدد برفع تكاليف السلع والخدمات. وفرض ضغوطٍ هائلة على قطاعات اقتصادية حيوية، ناهيك عن تفاقم أزمة التضخم التي تعاني منها القارة.

 

مؤشرات تدق ناقوس الخطر

 

تشير العديد من المؤشرات إلى مخاطر نقص الديزل في أوروبا، أهمها قفزة تاريخية في الأسعار بينما تجاوزت أسعار الديزل سعر النفط الخام. مسجلةً أعلى مستوى لها في هذا الوقت من العام منذ 2012، مما ينذر بتأثيراتٍ كارثية على مختلف القطاعات. بالإضافة إلى ظاهرة “الباكوورديشن” بينما تشير هذه الظاهرة إلى ارتفاع أسعار الديزل في العقود قصيرة الأجل (مثل الشهر الجاري) مقارنةً بالعقود طويلة الأجل. مما يعكس نقصًا في المعروض حاليًا. وانخفاض المخزون بينما من المتوقع أن يشهد مخزون الديزل في شمال غرب أوروبا انخفاضًا ملحوظًا في الشهرين المقبلين، مما يفاقم من حدة الأزمة. وأيضاً ضعف الإمدادات حيث انخفضت كمية شحنات الديزل الواصلة إلى الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة في يناير مقارنةً. بالشهور السابقة، مما يؤكد على تقلص إمدادات هذا الوقود الحيوية.

 

عوامل متضافرة تشعل فتيل الأزمة

 

تعزى أزمة نقص الديزل في أوروبا إلى مجموعة من العوامل المترابطة، أهمها توقف عمل المصافي للصيانة الموسمية حيث يجري العمل على وحدات تقطير الخام في أوروبا، مما يقلل من إمدادات الديزل بشكلٍ مؤقت. واضطرابات البحر الأحمر حيث أدى هجوم الحوثيين على سفن في البحر الأحمر إلى إجبار العديد من السفن على الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح. مما زاد من تكاليف ومدة الرحلة، وبالتالي تأخر وصول شحنات الديزل. علاوة على التوترات الجيوسياسية بينما تشكل تصاعد الهجمات بالمسيرات الأوكرانية على المنشآت الروسية تهديدًا خطيرًا لإمدادات الديزل. خاصةً مع كون روسيا أحد أكبر مصدري هذا الوقود. والعقوبات على روسيا بينما أدت العقوبات الغربية إلى حظر الواردات المنقولة بحراً من روسيا، مما قلل من إمدادات الديزل إلى أوروبا بشكلٍ كبير. ذلك بالإضافة إلى تغير طفيف في إنتاج المصافي بينما تقلص إنتاج بعض المصافي لأسباب مختلفة. مثل تخفيض تحالف “أوبك+” للإمدادات، مما ساهم في تفاقم نقص الديزل.

 

تأثيرات كارثية على مختلف القطاعات

 

لا تقتصر تأثيرات نقص الديزل على ارتفاع أسعار السلع والخدمات، بل تمتد لتشمل ارتفاع تكاليف النقل حيث يعد الديزل الوقود الرئيسي للنقل البري. مما يعني أن نقص المعروض سيؤدي إلى ارتفاع تكاليف نقل السلع، وبالتالي زيادة أسعارها على المستهلكين. ضغوط على قطاعات اقتصادية كما سيؤثر نقص الديزل على قطاعات اقتصادية حيوية مثل الزراعة والبناء، مما يهدد بتعطيلها وزيادة تكاليف الإنتاج. علاوة على ارتفاع معدل التضخم. بينما سيؤدي ارتفاع أسعار الديزل إلى زيادة الضغوط على معدل التضخم في أوروبا. مما يفاقم من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها القارة.

 

 

مقالات ذات صلة:

لا مساس بالبنزين.. أرامكو ترفع أسعار الديزل في السعودية

الرابط المختصر :

التعليقات مغلقة.