الصين: نرفض الابتزاز التجاري وندرس عرضًا أمريكيًا للحوار

أعلنت الصين عن تقييمها عرضًا قدمته واشنطن لإجراء محادثات تتعلق بالرسوم الجمركية المفروضة من الجانب الأمريكي.
وأكدت الصين أن الولايات المتحدة بدأت التواصل بغرض الحوار، لكنها حذّرت من محاولات استخدام التفاوض كأداة للابتزاز التجاري.
ورفضت بكين أي مفاوضات تقوم على أساس الإكراه، مشيرة إلى ضرورة أن تتسم الخطوات الأمريكية بالمصداقية وحسن النية.
تحذيرات صينية حادة
ورفضت الصين تقديم تنازلات قبل أن تتخلى الولايات المتحدة عن ما وصفته بـ”الممارسات الأحادية والخاطئة” المتعلقة بالتجارة، حسب صحيفة الجارديان.
وشدد بيان الوزارة على ضرورة اتخاذ واشنطن إجراءات عملية تشمل إلغاء الرسوم الجمركية كشرط لبناء الثقة مجددًا. كما رفضت بكين استخدام الحوار كغطاء للضغط، مؤكدة أن ذلك سيقوّض أي محاولة للتفاهم التجاري بين الجانبين.

ردود فعل رسمية
وذكرت وزارة التجارة أن الرسوم بدأت من جانب واحد، وعلى واشنطن إثبات الجدية إذا أرادت عودة المفاوضات التجارية. كما دعت بكين الطرف الأمريكي إلى مراجعة سياسته الاقتصادية التصعيدية بما يتماشى مع قواعد التجارة الدولية.
وأكد البيان ضرورة أن تتخلى الولايات المتحدة عن نهج الضغط الأحادي لتحقيق نتائج ملموسة عبر الحوار.
تصعيد متبادل بين الصين وأمريكا
وفرضت بكين رسومًا مضادة بنسبة 125% على سلع أميركية رداً على الإجراءات الجمركية الصارمة التي اتخذها الرئيس الأمريكي ترامب.
ووصفت الصين استراتيجية واشنطن التجارية بأنها “مزحة”، مؤكدة أن التصعيد الأمريكي يعمّق الأزمة الاقتصادية العالمية.
وأوضح محللون اقتصاديون أن تبادل الرسوم الجمركية بين البلدين قد يهدد مستقبل التجارة الثنائية بالكامل.
تأثيرات اقتصادية خطيرة
وأشار الخبراء إلى أن ارتفاع الرسوم إلى أكثر من 35% يقضي على أرباح المصدرين من الطرفين بشكل شبه كامل.
ورأى محللون أن المنتجات الأمريكية تصبح باهظة التكاليف في السوق الصينية، ما يقلص تنافسيتها بشكل حاد.
وأكد اقتصاديون أن تصاعد هذه الحرب الجمركية يؤثر سلبًا في الاستقرار التجاري العالمي وسلاسل الإمداد الحيوية.

مراهنات متبادلة
وأعربت الصين عن غضبها من فرض الرسوم واعتبرتها تصرفًا عدوانيًا لا يمكنه عرقلة تطورها الاقتصادي المستمر. كما رأت أن توقيت التصعيد الأمريكي متزامن مع ظروف اقتصادية صعبة تمر بها، لكنه لن يُخضعها للإملاءات.
واعتمدت الصين على مبادرتها الإعلامية لتوصيل رسائل قوية بشأن رفضها للضغوط ومحاولات التلاعب السياسي.
خطط استراتيجية سرية
ذكرت وكالة “رويترز” أن الصين تعكف على إعداد قائمة سرية لمنتجات أمريكية تعفى من الرسوم الجمركية العقابية.
وشملت القائمة مواد استراتيجية مثل الأدوية والرقائق الدقيقة ومحركات الطائرات، ما يعكس سياسة مدروسة للتخفيف من الأضرار.
كما سعت الصين من خلال هذه القائمة إلى إدارة المعركة الجمركية بمرونة دون تقديم تنازلات سياسية مباشرة.
إجراءات أمريكية مضادة
وأوقفت إدارة ترمب إعفاءات كانت تُمنح للشحنات منخفضة القيمة القادمة من الصين وهونج كونج. كما هدفت الخطوة الأمريكية إلى تقليص قدرة المصدرين الصينيين على المنافسة في السوق الأمريكية.
وجاء الإجراء ليزيد من تصعيد الحرب الاقتصادية ويعكس استمرار التوتر بين البلدين رغم الحديث عن مفاوضات.
تفاؤل أمريكي مشروط
وعبّر سكوت بيسنت، وزير الخزانة الأمريكي، عن أمله في تهدئة التوترات التجارية، داعيًا إلى مفاوضات تدريجية. في حين أكد أن التقدم يتطلب أولًا خفض التصعيد، ثم التوجه نحو اتفاق شامل يلبي المصالح المشتركة.
كما رأى كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض أن هناك فرصة سانحة لتجاوز الخلافات عبر حوار بنّاء.
وبدوره، قال ترامب إنه يعتقد بوجود فرصة جيدة لعقد اتفاق تجاري مع الصين خلال المرحلة المقبلة. وأكد أن الحوار لا يزال ممكناً رغم التوتر، لكنه يحتاج إلى خطوات جادة من الطرفين.
وفي المقابل، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ المسؤولين للاستعداد للتغيرات الدولية دون الإشارة إلى الولايات المتحدة مباشرة.