باتت الحوادث الملاحية وبلاغات اصطدام سُفن الشحن بالجسور العملاقة عرضًا مستمرًا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وشهد الربع الأول من العام الجاري تسجيل حادث اصطدام سفينة بجزءِ من جسر حديدي على نهر برانا في الأرجنتين.
وأسفر الحادث عن تحطّم أجزاء من السفينة، وتعرّض الجسر لبعض الأضرار الطفيفة.
اخترنا لك: تحذيرات من تكدس السفن في قناة السويس بسبب هجمات الحوثيين
انهيار جسر في جنوب الصين
وفي الشهر الماضي اصطدمت سفينة شحن بجسر فوق نهر بيرل في مدينة قوانجتشو بجنوب الصين.
وأسفر الحادث عن انهيار الجزء الأوسط من الجسر وسقوط عدد من المركبات في المياه، ووفاة 5 أشخاص وإصابة عددٍ أخر.
انهيار جسر في مدينة بالتيمور
ووقع أمس حادث اصطدام سفينة شحن عملاقة بجسر “فرانسيس سكوت كي” في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية.
ونجم عن حادث الاصطدام انهيار الجسر، ووقوع أضرار جسيمة في هيكل الجسر.
الخطأ البشري في قفص الاتهام
ويرى باسم أندوراس، أستاذ الهندسة الإنشائية، بجامعة إلينوي، وخبير الجسور أنه على الرغم من تشابه حوادث اصطدام السفن بالجسور حول العالم؛ إلا أن حادث الصين يُشير إلى احتمالية وقوع خطأ بشري.
وأوضح أندوراس أن سفينة الشحن اصطدمت بهيكل الجسر المعدني، وليس الأعمدة التي تحمله؛ ما يؤكد أن حجم السفينة لا يتناسب مع ارتفاع الجسر؛ لذا وقع الحادث.
أضعف نقاط الجسر
وأشار أستاذ الهندسة الإنشائية إلى أنه في حالة اصطدام السُفن بأرصفة الجسور (الأعمدة التي تحمل هيكل الجسر) يكون الأمر كارثي؛ نظرًا لأن الأعمدة هي أضعف نقطة في الجسر.
حادث جسر فرانسيس سكوت كي
وأوضح أندوراس أن هذه النظرية أثبتت صحتها في حادث اصطدام سفينة شحن برصيف جسر”فرانسيس سكوت كي” في مدينة بالتيمور بولاية ميريلاند الأمريكية، وأسفر الحادث عن وفاة 35 شخصًا.
كيف نُقلل حوادث اصطدام السفن بالجسور؟
واقترح أستاذ الهندسة الإنشائية تفعيل بناء المصدّات والهياكل الإضافية؛ لتعزيز حماية الجسور
وتكون الهياكل مسؤولة عن تغيير اتجاه السفن لمساراتٍ بعيدة عن الجسور؛ لتفادي الاصطدام.
الدلافين تقدم الحل
وفي السياق ذاته يتم بناء المصدات التي تُسمى في بعض الأحيان “الدلافين” من الفولاذ أو الخشب، وتمثّل المصدات حائط صد ودفاع أول عن الجسور؛ إذ تمتص صدمة السفينة قبل وصولها إلى الجسر، وتعمل على تحويل اتجاهها بعيدًا عنه.
مشروع قانون البنية التحتية
وشدد أندوراس على أن رفع كفاءة الجسور عبر مشروع قانون البنية التحتية الذي يتم إقراره العام 2021 تضمن ميزانية بقيمة 110 مليار دولار؛ لرفع كفاءة الطرق والجسور ومشروعات البنية التحتية الكبرى.
وقال أستاذ الهندسة الإنشائية:” إن الدراسات أشارت إلى أن البنية التحتية الأمريكية تحتاج إلى ميزانية بقيمة 4.5 تريليون دولار؛ لرفع كفاءتها، والوصول إلى مستوى عالٍ من السلامة.
مستقبل قطاع البنية التحتية في الولايات المتحدة
وأشار أندوراس إلى أن مستقبل قطاع البنية التحتية في الولايات المتحدة الأمريكية يشوبه الغموض، لافتًا إلى أن الجهود الحالية؛ لرفع كفاءة القطاع لن تمنع حوادث اصطدام السفن بالجسور.
رفع كفاءة البنية التحتية
وفي سياقٍ مُتصل يرى جيروم حجّار؛ مدير معهد الهندسة الإنشائية التابع للجمعية الأمريكية للمهندسين المدنيين ضرورة الاستثمار في البنية التحتية للجسور حول العالم، لافتًا إلى أن رفع كفاءة البنية التحتية للجسور أمرًا حتميًا.
التطوير ضرورة حتمية
وشدد مدير معهد الهندسة الإنشائية التابع للجمعية الأمريكية للمهندسين على ضرورة تطوير قطاع الشحن والموانئ.
وتأتي المطالب بالتطوير على غرار التطوّرات التي شهدتها قطاعات النقل المختلفة كالقطارات فائقة السرعة، والسيارات ذاتية القيادة، والطائرات.
مقالات ذات صلة:
اصطدام سفينتين حربيتين بريطانيتين في ميناء البحرين
سفن القمح الأوروبية تتجنب قناة السويس خوفًا من الهجمات الحوثية
المصادر:
التعليقات مغلقة.