ألمانيا تقر خطة إنفاق تاريخية بقيمة 500 مليار يورو
تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز قدرات الجيش

أقر المجلس الاتحادي الألماني (البوندسرات)، الجمعة، خطة إنفاق تاريخية تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتعزيز قدرات الجيش.
يأتي تبني ألمانيا خطة إنفاق تاريخية في وقت تواجه البلاد تحديات اقتصادية وأمنية متزايدة، دفعت الحكومة إلى كسر عقود من السياسة المالية المحافظة.
تفاصيل الخطة
التشريع الجديد ينشئ صندوقًا بقيمة 500 مليار يورو (546 مليار دولار) لتمويل مشاريع البنية التحتية. بالإضافة إلى تخفيف القيود الصارمة على الاقتراض؛ ما يسمح بزيادة الإنفاق العسكري.
وفقًا لـ”رويترز”، فإن هذه الحزمة تمثل تحولًا كبيرًا عن “قاعدة الديون” التي تم فرضها بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008. والتي طالما تعرضت لانتقادات بسبب قيودها الصارمة على الاقتراض الحكومي.
أبعاد سياسية ودولية
تم تمرير الحزمة في البرلمان المنتهية ولايته بدعم من الحزبين المسيحي الديمقراطي، والمسيحي الاجتماعي. وذلك لتجنب معارضة أقصى اليسار واليمين في البرلمان الجديد، الذي يبدأ عمله في 25 مارس الجاري.
ودافع الزعيم الجديد “فريدريش مرتس” عن الجدول الزمني السريع. مشيرًا إلى أن تغيرات السياسة الأمريكية في ظل إدارة دونالد ترامب، قد تؤثر في استقرار أوروبا.
فيما قال ماركوس سويدير؛ رئيس وزراء بافاريا: “التهديد من الشرق، خاصة من موسكو، لا يزال قائمًا، بينما لم يعد الدعم من الغرب كما كان. العلاقة مع الولايات المتحدة تغيرت، والألمان قلقون”.
خطة “مارشال” الألمانية
وصف بعض المسؤولين تبني ألمانيا خطة إنفاق تاريخية بأنها “خطة مارشال” جديدة. في إشارة إلى المساعدات الأمريكية التي ساعدت على إعادة بناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال كاي فيغنر؛ رئيس بلدية برلين: “دعونا نكون صرحاء: لقد تمت إدارة بنيتنا التحتية في السنوات الأخيرة أكثر من تطويرها”.
لكن محللين يرون أن تأثير التحفيز المالي لن يكون فوريًا. إذ قال “سالومون فيدلر”؛ اقتصادي في بنك “بيرنبرج”: الأمر قد يستغرق حتى منتصف العام قبل أن تتمكن الحكومة الجديدة من تمرير موازنة عام 2025. ولن يظهر التأثير الفعلي قبل أواخر العام.
تحديات سياسية أمام “مرتس”
يشكل تمرير الخطة انتصارًا مبكرًا لـ فريدريش مرتس، لكنه أثار انتقادات واسعة. حيث أظهر استطلاع لقناة ZDF أن 73% من الألمان يشعرون بالخذلان منه، و44% من ناخبي حزبه غير راضين.
قال “مرتس” في حدث بـ”فرانكفورت”: “أعلم أنني استنفدت مصداقيتي بشكل كبير، لكن التغيرات في السياسة الأميركية فرضت علينا التحرك بسرعة”.
تداعيات اقتصادية وإستراتيجية
ويرى محللون أن نجاح الخطة يعتمد على تنفيذها الفعلي، إذ ستحتاج الحكومة إلى إدارة فعالة للأموال لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.
كما أن مدى تأثير هذه السياسة على التضخم وأسواق المال سيظل قيد المتابعة.
وفي الوقت نفسه، يتوقع أن تؤثر هذه التحولات على علاقات ألمانيا مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. خاصة في ظل تنامي التهديدات الأمنية بالقارة.
التعليقات مغلقة.