أسهم “نيسان” ترتفع 2% رغم تحديات إعادة الهيكلة

ارتفعت أسهم شركة نيسان بنسبة 1.9% صباح الجمعة، مدفوعة بخطط إعادة هيكلة جريئة رغم إعلان توقعات بخسائر قياسية.
وأعلنت الشركة توقعات بخسائر تصل إلى 750 مليار ين ياباني؛ نتيجة خفض قيمة الأصول وتكاليف إعادة الهيكلة، وفق “رويترز”.
إعادة هيكلة شاملة
وتواجه أسهم نيسان تراجعًا حادًا في مبيعاتها داخل أسواق رئيسية، مثل: الولايات المتحدة والصين. ما أثر في أدائها المالي. كما تعاني الشركة من تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات المستوردة؛ إذ تصنَّع مركباتها غالبًا في اليابان والمكسيك.
ويعتزم إيفان إسبينوزا؛ الرئيس التنفيذي الجديد، تسريع وتيرة تطوير الطرازات الجديدة لتعزيز التنافسية العالمية.
وانتقد “إسبينوزا” بطء نيسان في طرح السيارات الجديدة، مؤكدًا الحاجة إلى استجابة أسرع لمتغيرات السوق العالمية.
إجراءات تقشفية مرتقبة
وتشمل خطة إعادة الهيكلة: تقليص عدد الموظفين، وخفض الطاقة الإنتاجية، وإغلاق بعض المصانع حول العالم. كما تعتزم نيسان إعلان نتائجها المالية للعام في 13 مايو، وسط ترقب المستثمرين لأثر خططها الإصلاحية.
وتأسست نيسان عام 1933 كشركة يابانية لصناعة السيارات، ونجحت في ترسيخ اسمها عالميًا خلال العقود الماضية. وعززت مكانتها عبر تحالفها مع رينو وميتسوبيشي؛ ما منحها نطاقًا أوسع في الأسواق العالمية والتكنولوجيا المتقدمة.
نيسان ما بعد “غصن”
وواجهت الشركة أزمات إدارية حادة بعد توقيف رئيسها التنفيذي السابق كارلوس غصن في 2018 بتهم تتعلق بالفساد المالي. وأدت أزمة غصن إلى اهتزاز كبير في إدارة نيسان، وتسببت في تراجع ثقة المستثمرين والشركاء العالميين بشكل ملحوظ.
وحاولت الشركة استعادة استقرارها عبر تغييرات إدارية متكررة، لكنها واجهت صعوبة في تحقيق نمو مستدام على المدى القصير.
وركزت نيسان خلال السنوات الماضية على خفض التكاليف وتحسين العمليات الداخلية لمواجهة تداعيات الأزمة الإدارية المستمرة.

منافسة شرسة عالميًا
وواجهت الشركة منافسة قوية من شركات، مثل: تويوتا وتيسلا وشركات صينية ناشئة متخصصة في السيارات الكهربائية. حيث فقدت الشركة حصصًا سوقية في الولايات المتحدة والصين؛ ما ضغط على مبيعاتها وأرباحها خلال السنوات الأخيرة.
وتبنّت نيسان إستراتيجيات جديدة لمواكبة التحول نحو السيارات الكهربائية والذكية، في محاولة للعودة إلى المنافسة بقوة. بيد أنها عانت من اضطرابات في سلاسل التوريد وإغلاق مصانعها مؤقتًا في أسواق رئيسية. مثل: أمريكا والهند واليابان.
تعافي بطيء نسبيًا
وبدأت الشركة تشهد تحسنًا تدريجيًا في الطلب، خاصة في أسواق آسيا وأوروبا، لكنها لا تزال تحت ضغط التكاليف. كما سعت الإدارة الجديدة لتسريع التحول الرقمي داخل الشركة وتحسين الكفاءة التشغيلية عبر الأتمتة والتحليل الذكي للبيانات.
وتأمل نيسان في أن تنعكس هذه الجهود على أرباحها خلال السنوات المقبلة رغم استمرار حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية.