أسعار الذهب.. لماذا تواصل الارتفاع وهل الوقت مناسب للشراء؟

تواصل أسعار الذهب صعودها المستمر منذ اندلاع حرب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البداية على كل من الصين وكندا والمكسيك. ومن ثم على كل دول العالم بنسب مختلفة، قبل أن يعلق ترامب الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا على دول العالم، ويستثني الصين من التعليق، بالإضافة إلى رفع الرسوم المفروضة على الصين من 34% إلى 125%.
وجاء الرد الصيني على تعريفات ترامب الجمركية بفرض رسوم جمركية مضادة بنسبة 84%، لترفعها الصين أمس السبت إلى 125%.
أسعار الذهب
ومع الارتفاع المستمر لـ”أسعار الذهب” مع بداية عام 2025، تخطت مكاسب أسعار الذهب 20%، لتتجاوز مستوى 3200 دولار للأونصة. في حين سجل سعر الأونصة ارتفاع تاريخي جديد نحو 3237.61 دولار اليوم الأحد 13 أبريل، بحسب المركزي السعودي، كما تخطت العقود الأمريكية الآجلة للذهب مستوى 3240 دولارًا.
كما أنهت أسعار الذهب تداولات شهر فبراير الماضي، عند مستوى 2954 دولارًا للأونصة.
أسباب ارتفاع أسعار الذهب
سبائك الذهب التي تشهد سباقًا محمومًا على شرائها، هي في الأصل معفاة من التعريفات الجمركية الأمريكية. فيما قد يعود ذلك إلى عدم اعتبار سبائك الذهب منتجات صناعية في الأساس.
ونستطيع أن نرجع الارتفاع المستمر لـ”أسعار الذهب” بحسب “الشرق الأوسط” إلى الأسباب التالية:
يعد الذهب وسيلة للحفاظ على القيمة وزيادة الثروة على المدى الطويل، ولذلك يهرع إليها الأفراد والمستثمرون سواء في أوقات الاستقرار أو المخاوف.
كما أن عدم فرض رسوم جمركية على الذهب زاد من اللجوء إليه كملاذ آمن يحمي من التقلبات الاقتصادية.
بينما ساهم تدهور سوق الأسهم العالمية وتراجع العملات الأجنبية الأساسية إلى صعود قيمة الذهب كملاذ آمن.
بالإضافة إلى أن استمرار فرض الرسوم الجمركية على دول العالم، إلى جانب الصراع الأمريكي الصيني في حرب الرسوم. زدا أيضًا من أهمية الذهب.
بجانب القلق العام من ارتفاع الأسعار وحرب الرسوم ساهم في عمليات شراء الذهب المكثفة، سواء لتحقيق مكاسب قصيرة أو طويلة المدى.
كما أن هبوط الدولار عزز من الشروع في عمليات شراء الذهب.
كما زاد الارتفاع المستمر في الرسوم الجمركية ومخاوف التضخم من عمليات شراء سبائك الذهب.
علاوة على ذلك، يعد الذهب أصلًا نادرًا ذا قيمة كبيرة وسمعة تاريخية موثوقة، كما أنه ملموس ويمكن اقتناؤه والاحتفاظ به. وهو سبب ثابت يقوي من لجوء الناس إلى الذهب كملاذ آمن.
كما أن صراع الرسوم الجمركية أفقد الناس الثقة في البنوك وسوق العملات والأسهم، ولذلك زادت الثقة في المعدن الأصفر.
معدن نادر
إلى جانب قدرة الذهب على حماية الأموال من مخاطر الاضطرابات والتقلبات. فإن الذهب يتميز بسهولة الاحتفاظ به وتخزينه ونقله وادخاره.
بالإضافة إلى ذلك قدرة الذهب الطبيعية على عدم التآكل أو التأثر من الاحتفاظ الطويل، تجعله أهم المعادن التي يسعى الناس للاحتفاظ بها.
البنوك المركزية
يعد الذهب أساس الاحتياطيات المالية للمصارف والبنوك المركزية لدول العالم.
كما أن الذهب من الأصول التي تسعى إليها المصارف المركزية، عبر ملء الخزائن بالسبائك تحوّطًا للأزمات. بجانب أنه ضمانة للتعاملات بين المصارف والناس.
عزّز سعي المصارف المركزية حول العالم لزيادة احتياطياتها من الذهب بأكثر من ألف طن للعام الثالث على التوالي عام 2024، من سعي الأفراد والمؤسسات من تخزين الذهب.
كما ساهمت الحرب الأوكرانية ومصادرة الاحتياطيات الروسية في البنوك الأجنبية، من سعي الحكومات والبنوك إلى زيادة تخزين الذهب والاعتماد عليه.
بينما زادت الحرب الأوكرانية إلى جانب الحرب الصهيونية على قطاع غزة من المساعي نحو شراء وتخزين الذهب.
الاستثمار في الذهب
وتزامنًا مع النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب كندا واليابان ودول أوروبا. فإن اضطراب الأسواق المالية يدفع المستثمرين إلى شراء الذهب لحماية قيمة أموالهم من التضخم والتقلبات.
كما يعد الذهب وسيلة للحفاظ على القيمة وزيادة الثروة على المدى الطويل. باعتباره سلعة نادرة وثمينة تحمل قيمة عالية يقدرها الناس دائمًا ويستخدمونها إما للادخار أو تبادل السلع كما كان قديمًا. إلى جانب كونه احتياطيًا عالميًا تستخدمه دول العالم كثروة للحفاظ على قوة اقتصادهم.
والاستثمار في الذهب يحمي أموالك من مخاطر اضطرابات وتقلبات السوق. وكذلك سهولة الاحتفاظ به وتخزينه ونقله وادخاره. ورغم ذلك تظل عوائد الذهب طويلة الأمد منخفضة مقارنة بالاستثمار في الأسهم والعقارات.
هل الشراء حاليًا القرار الأمثل؟
الوضع الحالي لأسعار الذهب استثنائي وغير مسبوق؛ ما يجعل من الصعب التنبؤ باتجاه الأسعار سواء بالصعود أو الهبوط. كما أن فرض الرسوم الجمركية، جعل من الصعب توقع أسعار الذهب حتى في ظل حالة الصعود المستمر منذ بداية العام.
ولذلك فإن القرار الأفضل هو التركيز على الاستثمار طويل الأجل في الذهب. ففي حالة الشراء حاليًا يجب أن تكون النية للاحتفاظ به لفترة طويلة، والاستثمار طويل الأجل. كما يجب انتظار استقرار الأوضاع قبل اتخاذ قرارات البيع أو الشراء، والابتعاد عن القرارات الفورية وتنويع الاستثمارات، وتجنب المضاربة قصيرة الأجل. بجانب مراقبة الأسعار المحلية والعالمية.
الرسوم الجمركية
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء 9 أبريل، تعليق الرسوم الجمركية لـ90 يومًا، مستثنيًا الصين من قراره. فيما رفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 125%. بعدما كان رفع الرسوم الجمركية بنسبة 104% على الواردات الصينية. ردًا على تعريفات انتقامية فرضتها الصين بنسبة 34% ثم رفعتها إلى 84% على السلع الأمريكية.
وكان “ترامب” قد فرض الأربعاء 3 أبريل، رسومًا جمركية تتراوح نسبتها بين 10% و90% على الواردات الأمريكية. كما أقر “ترامب” تعريفات على واردات الصلب والألومنيوم. بالإضافة إلى ذلك تعريفات بنسبة 10% على قائمة واسعة من المنتجات الصينية، بدءًا من فبراير الماضي.
إلى جانب تعريفات يوم 4 مارس استهدفت الواردات القادمة من كندا والمكسيك. كما أعلن “ترامب” الخميس 27 مارس 2025 فرض رسوم قدرها 25% على السيارات، وقطع الغيار المستوردة إلى الولايات المتحدة.
الصين
وأكدت الصين رفع الرسوم الجمركية مرة أخرى إلى نسبة 125% على السلع الأمريكية اعتبارًا من السبت 12 أبريل، بعدما رفعتها إلى 84% الخميس 10 أبريل، بدلًا من نسبة 34%.
وكانت الصين قد فرضت تعريفات سابقة تراوحت بين 10% و15% على بضائع أمريكية متنوعة. بدءًا من 10 مارس. كما شملت رسوم الصين نسبة 15% على سلع كالقمح والذرة والدواجن، و10% على اللحوم ومنتجات الألبان وفول الصويا. فضلًا عن ذلك.
فيما أضافت بكين 11 شركة أمريكية إلى قائمة “الكيانات غير الموثوقة”. بما في ذلك شركات تصنيع الطائرات دون طيار. كما فرضت ضوابط تصدير على 16 شركة أمريكية، لمنع تصدير المواد الصينية ذات الاستخدام المزدوج.